أقلامهم

عبداللطيف الدعيج: من الضروي أن يتخلص الناخب من عقدة الرمز والزعيم والضمير والى آخر ترهات المجتمعات التسلطية

أيها الناس… لا تستمعوا… سمِعُوا
عبداللطيف الدعيج 
 
من الضروري جدا ان يبدأ الناخب الكويتي بأخذ زمام المبادرة. ومن الضروري جدا قبل كل هذا ان نتخلص من عقدة الرمز والزعيم والضمير والى آخر ترهات المجتمعات التسلطية وخرابيطها. لا شيء تغير عندنا، رغم المدنية الظاهرة ورغم التطور السياسي الشكلي، رغم كل هذا فاننا لم نفعل اكثر من الانعتاق من هيمنة السلطة وسيطرتها لنسقط فريسة سهلة وصيدا ثمينا للمعارضين او المتكسبين وهذا هو الاخطر. يجب ربما على الناس كلهم وليس الناخب فقط، ان يغيروا من نظرتهم الى «الاشخاص». فهؤلاء مهما كانت حكمتهم سوف يبقون افرادا، يخطئون ويصيبون، لهم طموحهم الخاص ومصالحهم الفردية.
إن الفرصة عظيمة الآن، حيث النقاش وتبادل الافكار عام ومستمر بفعل متطلبات المعركة الانتخابية، لان نضع الامور بيد الناس والقرارات لاصحاب الشأن، والسلطة تحت هيمنة وحماية اصحابها الحقيقيين من المواطنين الكويتيين. لنطرح على المرشحين مطالبنا بدلا من الاستماع الى تمنياتهم، لنحدد لهم ما نريد بدلا من تقبل ما يروجون من احلام وخطط بعيدة عن التطبيق. لنطالبهم بوضع اسس وطرق وحتى خرائط واضحة، كافية وشافية لما يتعهدون بتحقيقه بدلا من موافقتهم على تمنيات فارغة وتعهدات نعلم مثلهم انها لن ترى النور.
في السابق وبفعل ندرة الوعي والتثقيف، كان هناك مواطنون « مميزون»، ممن اتيح لهم تعليم افضل وثقافة اوسع بسبب القدرات والظروف الخاصة التي توافرت لهم ولم تتوافر ـــ معظم الاحوال بسبب الغنى ـــ لبقية المواطنين. اليوم اصبحت المعرفة، وخصوصا بعد انتشار الانترنت وبقية وسائل الاتصال والاعلام الحديثة، اصبحت الى حد ما «ملكية» متساوية للجميع. لهذا فان وجود «النخبة» او الطبقة الاكثر دراية بالامور من بقية خلق الله لم يعد سائدا، بل ليس ممكنا. هذا يعني ان الكل اصبح خبيرا والكل واعيا والكل سياسيا من حقه وحتى من واجبه ان يخطط وان ينظر وان يرسم المستقبل. لم تعد المعرفة وبالتالي «السياسة» حكرا على المثقفين او المتعلمين او المطلعين، بل اصبح الناس اكثر دراية بحكم الاهتمام والاخلاص وتوافر المعلومات من اهل الاختصاص والساسة. لهذا المطلوب في هذه الانتخابات ان يأخذ الناخب زمام المبادرة وان يوجه وان يحدد للمرشح ما يريد.