أقلامهم

وضحة المحمد تكتب عن “المتقافزين فوق الحقائق” في إعلامنا

وإذا  “الأسباب”  وئدت


وضحة المحمد


  لست أحترم من لا يحترم الأسباب ، وأراه في ميزان العقل صاغراً مهيناً ، لا ألقي له سمعا ولا أنظر له قولا، أراه.. مجرد كائن قافز “طامر” يحاول أن يتجاوز سنن الله التي ارتضى لنا ، إذ جعل سبحانه لكل حادث سببا ، ومن وراء تلك الأسباب تدبير اللطيف الخبير .
   هؤلاء” الطامرون” نراهم اليوم يتقافزون في إعلامنا و تجمعاتنا ليمارسوا عملهم البغيض في “وئد” الأسباب وإخفاء الحقائق التي كانت وراء ما مر بنا من أحداث ، يفعلون ذلك عامدين متعمدين “ليشوشروا” على عقولنا ويضيعوا علينا “سالفتنا” ، فهم 00 يجيدون “الطمر” على الحقائق ويجتهدون في حثو التراب عليها ، وربما وضعوا شيئا من “جريد” الزيف فوقها ، ليجلسوا بعد ذلك عندها يجادلون ويتحدثون عن كل شيء إلا 00عنها !!
أجادوا نشر ” المنطق التبريري” بيننا حين خلقوا لكل حادث مر علينا سببا وهميا يخدعنا ويحقق أهدافهم !! فمثلا ، ذاك منهم يجعل ما حدث في رقبة فلان من النواب لأنه يبغضه ، وآخر منهم يجعله جريرة” تجمع ما” لأنه يخالفه ، وغيرهما يعزيه إلى خلاف بين الأقباط  تحقيقا لمصلحته، وهكذا.. حتى تفتر رؤوسنا فيتمكن جمعهم التعيس من أن يقودنا.
ملعوبة .. ولكنها باتت مكشوفة، حفظناها حتى مللناها ، ووعيناها  حتى تمكنا من الثورة عليها.. وما يوم ساحة الإرادة عنا وعنهم ببعيد ، ولكن دروسه تحتاج منا –احترازيا -إلى تجديد، ولعل في قصة” أصحاب الجنة ” ما يحقق لنا الفائدة00 فلنقرأها من كتاب الله معا مع استبدال عناصرها ، فنجعل الجنة التي كان فيها لأصحابها رزقهم كمؤسساتنا التي فيها نفعنا ، ونجعل خراب جنتهم كفساد سلطتينا ، ونجعلنا نحن مكان أصحاب الجنة ، لنفعل ذلك ونتأمل 00قال تعالى: ” إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ، ولا يستثنون ، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ، فأصبحت كالصريم ، فتنادوا مصبحين ، أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين ، فانطلقوا وهم يتخافتون ،   أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ، وغدوا على حرد قادرين ،فلما رأوها قالوا إنا لضالون ، بل نحن محرومون ، قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ، قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين”.
كم نحن بحاجة لهذا المنهج الذي سار عليه الأخ الأوسط ؟! حين رد على أخويه حججهم ورفض ما ساقوه من تبريراتهم بالضياع المكاني والحظ العاثر، وبين لهم أن السبب الحقيقي وراء ما حصل كان بعدهم عن أمر الله 0
بمثل هذا العاقل فلنقتد !!  و لنصم آذاننا عن جميع الناعقين والمبررين ولنواجه مخالفتنا الحقيقية لأمر الله حين
أمرنا باختيار الأمناء الأكفاء فاخترنا نحن الأحباء و الأقرباء ،  بهذا أفسدنا جنتنا بأيدينا
وتركنا الجهال  يتلاعبون بنا ،  فحقت اليوم توبتنا ومراقبة الله في اختياراتنا ولا حجة لنا دون ذلك  فالله تعالى يعلم أننا قد علمنا المصلح من المفسد ، لنفعل ذلك”.. عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون”.