أقلامهم

جعفر رجب: الانتخابات مملة لأن جمهور الشباب مشغول بالامتحانات وجمهور النساء مشغولات بتدريس عيالهن

الانتخابات موضج


جعفر رجب


الانتخابات مملة، وجمهور المحاضرات، أقل من جمهور محاضرة تتحدث عن «بوتقة الشعر الحديث ضمن مثاليات اللاوعي وتشاؤمية شوبنهاور»، وحتى الإغراء بالعشاء لم يعد يضمن تكالب الحضور الجائع على الاكل، رغم تفنن بعض المرشحين في الموائد، وقد لاحظت قبل ايام في افتتاح مقر لمرشحين مستضعفين، احضروا عشاء لا لم يتذوقه اكبر المستكبرين، وكله من اجل عيون وبطون الناخبين!
الانتخابات بلا جمهور، لان جمهور الشباب مشغول بالامتحانات، وجمهور النساء مشغولات بتدريس عيالهن، وجمهور الرجال مشغول بالديوانية، وبدلا من ان يذهب الى المرشح، المرشح «غصبا عليه» صاغرا متصاغرا يأتي الى باب الديوانية، يسمع «كلمتين بالعظم» دون مجاملة، ولا يخرج منها الا مثخنا بالجراح ومتورما بالكدمات!
الانتخابات ستكون بلا اقبال على التصويت، وقد لا يصل حتى الى الخمسين في المئة، أولا: لانه لا توجد قضية يحاربون من اجلها، وتثير الناس، ولا وجود لحكومة حقيقية انما حكومة مشكلة بالقلم الرصاص، ولا معنى لنائب يتحدث عن حكومة غير مشكلة.
وثانيا: لا يمكن ان يستمر الحماس بعد انتهاء النهائيات ومهرجانات «إلّا الدستور» و«غيروا الدستور» واقتحام المجلس، وفقد اغلب المشاركين اللياقة البدنية والذهنية للمتابعة.
وثالثا: لان الانتخابات ستكون في فترة العطلة المدرسية، وقد حجز الناس تذاكرهم منذ زمان، ولا يغير المواطن موعد سفره ويدفع الفرق من اجل عيون مرشح، وستزدحم الطائرات بالمغادرين، اكثر من ازدحام المقرات بالناخبين، والاوراق بالصناديق!
وعندما تقل نسبة المشاركة، تقل نسبة التغيير في كل انتخابات في العالم، لان من يأتي هم الملتزمون بالمرشح، سواء كان جيدا او سيئا، فاشلا او ناجحا، عبقريا او مهرجا، فالناخب يعتبر مرشحه الذي صوت له مثل فريقه الذي يشجعه، فسواء خسر العربي او القادسية، يبقى الوضع على ما هو عليه، يصوت له ويشجعه، لانه يعتبر نفسه مسؤولا عن النائب، وقلبه مع النائب اكثر من النائب نفسه… فلا رياح تغيير ولا سفن تشق عباب بحر الركود، وان تغيرت الوجوه ستظل الافكار كما هي!
لديّ شعور غريب ومريب بان هذه الانتخابات «مو صجية»، اي انه تمرين وتدريب للانتخابات المقبلة القريبة…!