المؤزمون يشككون في نتائج الانتخابات مبكراً
باسل الجاسر
بالرغم من أن الانتخابات المزمع أقامتها في 2 فبراير المقبل أحيطت بضمانات لم يسبق لانتخابات أن تحظى بها فللمرة الأولى يتاح لجمعيات النفع العام المشاركة الرقابة عليها ورفعت الحكومة الفرز الآلي المثير للشكوك والريبة الذي رفع أعداد الطعون بالانتخابات السابقة التي وصلت لأكثر من 33 طعنا، وهذه الضمانات هي مضافة لضمانات موجودة أصلا في قانون الانتخابات ومنها رقابة القضاة ورجال الداخلية ومندوبي المرشحين، إلا أنه وبالرغم من كل هذا وجدنا المؤزمين يستبقون الانتخابات بالترويج، لأن هناك عملية تزوير للانتخابات؟
وواقع الأمر أن المؤزمين وبسبب الجولات الانتخابية والتقائهم المباشر مع المواطنين لمسوا وبما لا يدع مجالا للشك رفض الغالبية الساحقة من المواطنين للتأزيم والاحتقان والخروج للشارع وباتوا يشعرون بأن هذا سينعكس في صناديق الاقتراع، وبالتالي سنرى سقوط الكثيرين من المؤزمين بل وقد يكون سبب نجاح من ينجحون منهم هو تشتت الأصوات بين المرشحين الجدد وثبات والتزام قواعد المؤزمين الحزبية أو القبلية وتبادلهم للأصوات مع بعضهم البعض، ومع ذلك سنشاهد سقوطا مريعا لهم لن يقل عن 50% من الذين ترشحوا وخاضوا الانتخابات فعليا، لذلك سمعنا وسنسمع في الأيام القليلة المقبلة ويوم الانتخابات وعقبه الكثير من هذا الكلام الفاضي، وهنا أود أن أؤكد أنه لو أجري استبيان بسؤال محدد، هو هل ستنتخب المؤزمين أم ستجدد اختيارك؟ فإن النتيجة ستأتي بما يزيد على 80% ضد التأزيم.
وعليه فإنني أدعو الحكومة لعدم قصر الرقابة على الانتخابات في هذه الجمعيات خصوصا أن هناك جمعيتين هما المحامين والشفافية قد تكون لهما ارتباطات بالمؤزمين، ولن أستغرب إذا جاءت النتائج مضادة للمؤزمين بأن يشككوا في العملية الانتخابية برمتها، لذلك فإنني أدعو لفتح مجال المراقبة للهيئات الدولية المتخصصة في هذا المجال لتكون شهادتها هي الفصل وليست شهادة ذوي المصالح.
المهم والمفرح هو أننا في هذه الانتخابات سنرى الأصوات وكيفية توزيعها وعدد المقطوع منها واثر التحالفات والتوجهات، وهذه كلها حرمنا منها في انتخابات 2008 و2009 بسبب الفرز الآلي سيئ الذكر والشكوك التي حامت حوله، ولكن المؤزمين وبسبب أنهم نجحوا فيه كان كالعسل على قلوبهم ولكن اليوم ونحن امام انتخابات تشع منها الشفافية قبل إجرائها هاهم يشككون من الآن، لأنهم أو الكثير منهم سيكون من الساقطين، فهل من مدكر؟.
أضف تعليق