أقلامهم

فيصل أبو صليب : نشر النفس الطائفي والفئوي …إنتخابات طعمها غير والسكر زيادة

سكر زيادة

كتب د. فيصل أبوصليب
 
هذه الانتخابات طعمها غير.. فقد ولدت بعد مخاضٍ عسير، وبعد أن خرجت الحكومة “ بالطبل البلدي” و”دق الزار” كما يقولون، ولذلك فلا بد أن تكون نتائجها غير.. نتائج تقصي الفاسدين الذين عاثوا في الأرض فسادا وأكلوا السحت وخانوا الأمانة، فأولئك يجب أن يكون حسابهم عسيرا، ومنهم اعتقد بسذاجة أن الناس اختاروه لكي يكون “مخلص معاملات”، وتناسى دوره الرقابي والتشريعي، فقام يذكر الناس اليوم بما صنع لهم من معجزات ومعاملات وخدمات، و “شراء أصوات”! ورفعت “المصاحف” في المقرات الانتخابية، فهل كانت دعوة حق أريد بها باطل ؟!، وكثر القسم بالله العظيم، وإنه قسم لو تعلمون عظيم.
ونتائج تبعد العنصريين الذين تحالفوا مع “الشيطان”، ليصلوا إلى مآربهم الخبيثة.. أسافل القوم ومترديتهم، وأصحاب السوابق والرويبضات، الذين أفسحت لهم الطرق وتصدروا مجالس الخبث والجهل، فهل كانت تلك علامات الساعة؟! وهل من أخرج أمثال الربعي والمنيس هان عليه أن يستبدلهم بالمتردية والنطيحة ؟! فما لكم كيف تحكمون؟
ونتائج تخلصنا من الأفاكين، الذين ملؤوا الأرض كذبا ودجلا وزورا، ومنهم من يقول بأن جده المصطفى، ذلك “الصادق الأمين” عليه الصلاة والسلام، والذي قال عنه الله تعالى “ وإنك لعلى خلقٍ عظيم”، فلم يقتد به “حفيده المزعوم”  قيد أنملةٍ، فكان هو “ الأفاك المبين”، والذي إن تكلم أبعد الناس أطفالهم عن الشاشات لكي لا يتعلموا منه بذاءة اللسان وسلاطته وكذبه وجوره ، فأين هو خلق “جدك”  العظيم ؟! الذي لنا فيه “ أسوة حسنة”.
والمؤلم في هذه الانتخابات أن هناك من يحاول جاهدا نشر النفس الطائفي والفئوي في أجوائها، فيكثر في حديثه الطرح التقسيمي، من قبيل “هم ونحن” ويلبس الحق بالباطل حتى أضعنا من هم ومن نحن، فأولئك “عنصريون” متطرفون، ومتعصبون ووجودهم خطر على الأمن الوطني، وهم يقتاتون على هذا الخطاب العنصري في سبيل وصولهم إلى المجلس، وإن كان الثمن حرق البلد بأكملها، ولكن يبقى الأمل في أبناء الكويت وبناتها من الذين حملوا لواء الدفاع عنها في ساحة الإرادة ضد الفساد ورموزه وأذنابه وخيله ورجله، فعليهم بعد الله الاعتماد، فهم الذين سيلقنون كل أولئك درسا لن ينسوه في يوم الانتخاب، بأن الكويت غالية، وترابها ليس للبيع أو التقسيم، وسيوصلون للمجلس من هو قوي أمين، شيعيا كان أم سنيا، حضريا أم قبليا، فذلك لا يهم، ولكن الأهم أن يكون حر الإرادة وأمينا على ما اؤتمن عليه، وسيقصون الفاسدين والحرامية والعنصريين والطائفيين والأذناب ومشاريع القبّيضة الجدد و”صبيان” الشيوخ وأباطرة المال، فقد “أزفت الآزفة” و”إن غدا لناظره لقريب”.