أقلامهم

عبداللطيف الدعيج : أقول للطائفيين والقبليين وبقية المتعصبين.. ان أيامكم معدودة

يعكرون المياه

عبداللطيف الدعيج 
مع الأسف، ينشط هذه الايام بشكل محموم بعض المعنيين بالانتخابات، خاصة في الدائرة الاولى لتشكيل «جبهة»، أو قائمة طائفية من السنّة، لمواجهة التفوق العددي أو التكتل الشيعي المزعوم.
دخلنا الألفية الثالثة، وطلعنا من القرن العشرين، وتوحّدنا من كل حدب وجنس أيام الغزو، مع هذا ما زال بعض المتخلفين يضع المذهب مقياساً للمواطنة وتقييماً للمواطنين!
بالطبع، ليس الطرح الطائفي انعكاساً دائماً لقضايا واختلافات طائفية. في الواقع لم يكن، خصوصا في الكويت، نتيجة صدام أو تناقض طائفي صرف، بل ان الإثارة والشحن الطائفيين كانا دائماً نتيجة سياسات ومصالح اجتماعية أو سياسية ضيقة لفئة هنا أو هناك.
 
الحملة الطائفية التي تنشط في الدائرة الأولى هذه الأيام لا تشذّ عن ذلك. فالبعض ممن لم يجد له مكانا أو حتى قبولا من ناخبي الدائرة، يسعى هذه الأيام إلى استنهاض مشاعر الناخبين من خلال إيهامهم بضرورة مواجهة الطائفة الأخرى التي حشدت ونظمت صفوفها – كما يزعم بالطبع- وستحتكر تبعاً لهذا، مقاعد أو أغلب مقاعد الدائرة.
وتنكشف لعبة وأهداف هذه الأطراف المتمصلحة بوضوح، حين تصّر على حشر بعض أعضائها مع المرشحين وتقدمهم على أنهم الخيار الوطني – الطائفي الصح في مواجهة مرشحي الطائفة الأخرى. ولو كان طرحهم – بافتراض حسن النية – لمصلحة الطائفة التي يدّعون الحرص على مصالحها لزكّوا جميع مرشحيها وليس من خططوا وأداروا الصراع لتأجيجه.
الطرح الطائفي، جريمة بحق الإنسان والوطن. وليس من المفروض، ان يكون الحال هكذا في الكويت. كويت القرن الحادي والعشرين، وكويت التناغم والانسجام، حيث يجب ألا تخشى طائفة أو فئة على نفسها.
لكن يبدو أن نظامنا الديموقراطي ليس كافياً لادخال الطمأنينة والسلام في قلوب البعض ولا عجب.. فالذين يؤججون الصراع الطائفي هم، في الحقيقة، الفئة المعارضة للنظام الديموقراطي والمتناقضة والتقدم المدني الذي يجتاح أصقاع المعمورة.
لن أمارس الوصاية ولن أسدي النصح لناخبي الدائرة الأولى، أو حتى غيرها من الدوائر، ولكنني أقول للطائفيين والقبليين وبقية المتعصبين.. ان أيامكم معدودة.