أقلامهم

سالم السبيعي : جربنا كل الأشكال بو بدلة وبو عمامة وبوعقال ما لقيت من يستاهل الصوت … وأخاف أندم إذا فات الفوت


الانتخاب مثل قصة زواجي 

سالم ابراهيم السبيعي 
أحداث هذه الأيام ذكرتني بأحداث شخصية لي منذ أربعين عاما فقد كانت الوالدة، رحمها الله، تلح علي بالزواج، وخشية من معصيتها كنت أتظاهر لها بالقبول وكنت في كل مرة أبحث لها عن سبب يقنعها بالتأجيل، ومرت السنين، إلى أن نفد صبرها، ونفدت كل حيلي
ولكن إبليس (أعوذ بالله منه) أغواني بحيلة جديدة حتى لا أكمل نصف ديني… فتظاهرت بالقبول واشترطت الاستعجال ففرحت المسكينة وطلبت مني مواصفات العروس قلت لها: لا هي طويلة ولا قصيرة، لا هي متينة ولا ضعيفة، لا هي بيضاء ولا سمراء، لا هي سفور ولا محجبة، لا هي غنية ولا فقيرة، لا هي… ولا هي الخ…. أسمعها، رحمها الله، تكرر التعوذ من الشيطان وكأنها سمعت إبليس حين أغواني بالفكرة التعجيزية، ثم قالت لي: لقد أصبحت كقوم نبي الله موسى حين أمرهم الله أن يذبحوا بقرة، فتلت علي بعض آيات سورة البقرة، فكشفت حيلتي، وهذا طبيعي فحيلتي من الشيطان، وسلاحها (رحمها الله) من القرآن.
أربعون عاما وأنا أنتخب، شفت العجب، انتخبت تاجرا، طلع «نصاب» و«فاجر». انتخبت فقيرا، صار مرتشيا وقبيضا خطيرا.. انتخبت دكتورا، طلعت أنا من بني ثور.. انتخبت أصحاب اللحى، طلعوا أحزابا ومصلحة.. انتخبت رياضيا، طلع «مراوغ» و«جمبازي».. انتخبت ليبراليا، أشبعني حكي فاضي.. انتخبت سنيا نجح، وصد عني.. انتخبت شيعيا، وأنا سني وسبيعي.. اخترت للعضوية محاميا، اهتم بمكتبه ونساني.. قلت أجرب المرأة، فاخترتها بعناد، وجرأة ويوم وصلت للكرسي، قالت أنا أمثل جنسي.
جربنا كل الأشكال، بو بدلة وبو عمامة وبوعقال، ما لقيت من يستاهل الصوت، وأخاف أندم إذا فات الفوت.
لعبت فيني الأفكار، من أنتخب؟ من أختار؟
هذا المرشح صديقي وذاك ابن عمي وقريبي، وهالمرشحة بنت اختي وهذي صديقة أختي، وهذا زميل دراسة، وذاك ماخذها وناسة، صرت في حيرة وتردد، مرة أنوي ومرة محبط، تذكرت قصة زواجي، يوم عكر إبليس مزاجي، تعوذت بالله منه، حسب الشرع والسنة، لجأت لدستور الدنيا والدين، اللي وصانا بالقوي الأمين، وجعل حمل الأمانة فرضا، عجزت عنه السماء والأرض، وسوس الشيطان برأسي، قال: أذكرك ان كنت ناسي، القوة لها عدة أوصاف ومعاني، بالجسم بالعقل بالمركز المالي حاول الشيطان يغويني، لكن كلام ربي يحميني، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ونفس وما سواها (8) فألهمها فجورها وتقواها (9) قد أفلح من زكاها (10) وقد خاب من دساها)، (..رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه).