أقلامهم

ناصر المطيري يكتب عن جريمة المليفي التربوية

عقلية «الفلاش ميموري»!


ناصر المطيري 
    
ليس هناك كارثة في انخفاض نسبة النجاح أو حتى رسوب الطلبة ظلما وتعمدا من جانب الجهات المسؤولة، بل الكارثة الأكبر والمصيبة الأعظم ما تفوّه به رجل تربوي ورجل قانون متمرس عندما رد على احتجاجات الطلبة وأولياء أمورهم على الامتحانات التعجيزية بوصفهم بصيغة احتقارية قائلا انهم «بدون وبعثيون».


أمر خطير ان يصدر كلام كهذا من رجل مسؤول وذلك لعدة اعتبارات أولها: ان وصف الطلبة وأولياء الأمور بأنهم «خصومه من البعثيين والبدون» حسب قوله فهذا معيب بحق المتكلم شخصيا، كما انه من الناحية التربوية يضر بأخلاق النشء عندما يتربى على سماع تلك الأوصاف من قيادة تربوية تزدري وتحتقر فئة من المجتمع.


وثانيا: هل من العدالة الانصاف ان يساوي رجل قانون وتربية مثلك يا أستاذ بين البدون كافة بلا استثناء، وبين البعثيين المجرمين، أليس بين هؤلاء البدون من حمل السلاح ولايزال جنديا وشرطيا ومنهم من شارك في الحروب العربية وحرب تحرير الكويت ومنهم من يستحق الجنسية على ذمة السيد صالح الفضالة؟ ثم هل ضاعت عليك الأعذار والحيل حتى تجدها في حجة واهية لتعلقها على فئة اجتماعية أغلب أفرادها مظلومون وأنت أكثر من ذرّ الملح على جراحهم؟


ثالثا: اساءتك كانت أيضا مباشرة وغير محسوبة لنا ولأبنائنا الكويتيين من الطلبة الذين تضرروا من نتائج الدرجات الأخيرة لأنهم هم من احتجوا وهم من طالهم القهر وفاض الغيض من صدورهم ضدك، وفوق هذا تصفهم بالبعثيين، أليس في هذا «لغة تخوين» لأبنائك الطلبة وأهاليهم؟


ثم ما الأثر النفسي الذي سيتركه كلامك على هذا النشء اليوم وغدا؟ ولاشك ان هذا الجيل سيكبر وتبقى انت في ذاكرته المجروحة وربما لن يترحم عليك لو واراك الثرى – وبلا ارادة منك – صار قبرك مجاورا لقبر انسان بدون!


لا يجوز ان تنقل خصوماتك الشخصية تجاه خلق الله لتحولها الى خطاب كراهية وعنصرية بغيضة لهذا الجيل من النشء الذي تقع مسؤوليته على عاتقك وأنت محاسب عليه أمام رب العزة والجلال قبل الناس والتاريخ.


يا أيها الأستاذ الكبير والمربي الفاضل الناس مشاعر وقلوب وضمائر وليسوا هياكل جامدة أو آلات وأجهزة مجردة من الاحساس، هم يمتلكون عقولا يميزون بها وضمائر تمنعهم من الظلم، ولا ذنب لهذا الجيل اذا كنت انت قد استبدلت العقل والضمير بـ«فلاش ميموري» مصاب بفيروس العنصرية والكراهية للآخرين!