أقلامهم

ذعار الرشيدي : مشكلتنا في عنصريتنا … أننا لم نخرج إنسانيا وبشكل سليم من عباءة انتماءاتنا الطائفية والعرقية والعائلية والفئوية

أنت عنصري … إذا أنت غبي 

ذعار الرشيدي 
 
أثبتت دراسة علمية أن العنصريين هم من أصحاب الذكاء المنخفض أو بالعربي الفصيح «الأغبياء» والعنصري كما في الدراسة هو الشخص الذي يمتلك أحكاما مسبقة على الآخرين من خارج دائرته الاجتماعية سواء العرقية أو الطائفية أو الدينية، وتشير الدراسة إلى العلاقة العكسية بين الشخص العنصري ومعدل ذكائه، فكلما انخفض معدل ذكائه زادت عنصريته، ولم آت بهذا من عندي بل من جامعة فرجينيا التي استندت الى دراستين الأولى تابعت مواليد 1958 والثانية تابعت مواليد 1970 وتمت دراسة معدلات ذكائهم في عمر 10 و11 سنة وبعدها تمت دراسة مستوى العنصرية لديهم.
الدراسة وصفتها وكالة «يو.بي.آي» التي أوردتها ونشرتها «الأنباء» السبت الماضي بأنها ضربة للعنصريين، وفي بلادي، ولله الحمد والمنة، كمية من العنصرية المتشعبة التي لو وزعت على 5 دول أوروبية لكفتها لـ 100 عام، وأنا هنا أتحدث عن حالة عامة ولا أحدد أشخاصا، وأتكلم عن ممارسة عامة للشعب، لا أتحدث عن أفراد، ففي بلدي خيرون كثر، ولكن عنصريتنا وبتشعباتها لا يمكن أن تنكر، فتقسيمة بدو وحضر ومناطق داخلية وخارجية «وخارج السور وبرا السور» وكويتي أصلي وكويتي جديد، وسنة وشيعة وبدو شماليون وبدو جنوبيون وحضر نجادة وآخرون ليسوا كذلك، وعرب وعجم، وبيض وسود، وبعد أن ننتهي من تصفية أنفسنا عنصريا طبقا للفئة التي تتبعها، نلتفت إلى غير الكويتي من المقيمين، والمقيمون في نظرنا درجات فهذا عربي وهذا آسيوي، وهذا مصري وذاك سوري، وبالطبع من بينهم السني والشيعي ونعود إلى ذات الحلقة المفرغة من العنصرية اللانهائية في تفكير كثير من أبناء الشعب.
ولا أدل من دون دراسة جامعة فرجينيا على عنصريتنا أكثر من الانتخابات، فالحضري غالبا سيصوت للحضري وكل حسب عائلته وانتمائه العرقي، وكذلك البدوي سيصوت للبدوي ويستمر الموال القبلي إلى مالانهاية، وبعدها الشيعي سيصوت للشيعي، والشيعة أيضا سيصوتون طبقا للعائلة والعرقية، وكذلك سبقهم إليها السنة، وبالطبع الغالبية يمتلكون من كل هؤلاء أحكاما مسبقة على الآخرين إما من دافع انتقائي فقط أو من دافع عنصري وإن كان الدافع الثاني هو المحرك لبوصلة التصويت يوم 2/2 القادم.
مشكلتنا في عنصريتنا، مشكلتنا أننا لم نخرج إنسانيا وبشكل سليم من عباءة انتماءاتنا الطائفية والعرقية والعائلية والفئوية، ويوم التصويت ننسى أننا كويتيون ونتذكر فقط الاسم الأخير الذي نحمله أو الطائفة التي تجمعنا، فتعود ذات الوجوه وذات التوجهات وذات المشكلة الأولى، ولن نتخلص من هذا كله إلا إذا، إلا إذا، إلا إذا تخلصنا من الأحكام المسبقة وقمنا بالحكم وفق مصلحة وطننا، نعم يوم التصويت أغلبنا للأسف ينسى أنه كويتي.. والمتضرر الأول والأخير هو الوطن.
توضيح الواضح: أنت عنصري.. إذن أنت غبي.