أقلامهم

سليمان الخضاري : عزيزي الناخب الكويتي اشلونك ؟…دخيل الله ضع صور أطفالك بجانب الورقة وأنت تمسك بالقلم لتختار مرشحيك

عزيزي الناخب الكويتي… ركّز معاي شوي!

د. سليمان الخضاري

عزيزي الناخب الكويتي.. اشلونك؟ 
سامحني بالتطفل عليك وعلى قناعاتك السياسية وغيرها، لكن لأنني أعتقد أنني «أمون» عليك فمحتاج أكلمك كلمتين من القلب للقلب..
دع عنك كل الشعارات الكبيرة والكلام المنمق، وقل لي: ماذا تريد من وطنك؟
وظيفة؟ عدالة في توزيع الثروات؟ تطوير؟ تنمية؟ أمن؟ صحة؟ تعليم؟ حرية تعبير ومعتقد؟ ضمان مستقبل أبنائك؟ هل تريد فعلا أكثر من هذا؟ أعتقد أن إجابتك بالنفي.. 
والآن.. دعني «أساسرك».. هل تعلم أن هذا كله بيدك أنت لا بيد غيرك؟!! تشك في هذا؟
حسنا، فلنتكلم بصراحة، إن أردتها من زاوية دينية، فهذا الحديث النبوي الشريف يقول: «كما تكونوا يولى عليكم»، والآية الكريمة تقول «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، وإن أردتها بالسنن الكونية والشواهد التاريخية فالأمثلة أكثر من أن تحصى في دعم حقيقة أن التغيير في المجتمعات لا يبدأ عادة بقرار من السلطة، بل بلحظة تاريخية تسمو فيها المشاعر الوطنية على ما سواها من انتماءات أصغر وتؤدي لخلق وعي جديد ينتج واقعا أفضل على كل المستويات.
عزيزي الناخب..
أصدقك عندما تتحدث عن تخبط الدولة ومساهمتها في خلق الأجواء المرضية التي ساهمت في تراجعنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأعي تماما أن الاحباط الذي تشعر به له جذوره العميقة من تلاعب للسلطة والساسة بتناقضاتنا وخلافاتنا، وأثني على كلامك عندما تتحدث عن قرب انهيار الدولة ومؤسساتها المختلفة وعن غياب أي مشروع استراتيجي للسلطة لبناء الدولة من جديد، ولكنني في الوقت نفسه لا أستطيع أن أعفي نفسي وأعفيك من المساهمة في تردي الأوضاع عن طريق الركون لتخبط السلطة والاندفاع بالاتجاه الذي يريده من لا يتمنى الخير لهذا البلد من انكفاء على هوياتنا الصغيرة من مذهب وقبيلة وعائلة وغيره، وانزواء عن ساحة العمل الجدي التي تؤدي لتغيير الواقع المزري الذي نعيشه.
عزيزي الناخب..
أفهمك عندما تقول: «حاولنا ننتخب أصحاب المبادئ والأفكار.. بس ما سوو لنا شي!»، لأنني شخصيا عانيت من هذا الأمر، لكني أحاول أن أصبّر نفسي وأصبّرك بتذكر الحقيقة التي مفادها أن عملية الإصلاح مشوارها طويل، وتتطلب نفسا و«لياقة» سياسية قوية، وأن المسألة تتطلب أكثر من مجرد انتخاب أشخاص مهما صدقت نواياهم، وأن واقعنا السياسي والانتخابي بحاجة لاصلاح شامل لخلق الأرضية اللازمة لقيام نظام حزبي متكامل يكون الانتخاب عنده بناء على المشاريع لا الأشخاص، ولكن، وحتى حصول ذلك يبدو أننا لا نملك إلا أن نحاول أن نحسّن من مخرجات عملية الانتخاب الحالية بما يمهد لتحقيق تلك الأهداف ويقلل من فرص المتسلقين من الصعود على أكتافنا لتحقيق مصالح ضيقة، تزيد من انتفاخ جيوبهم.. وإفقارنا!
عزيزي الناخب..
أمامك يوم الخميس فرصة استثنائية، فإما أن تساهم في تدهورنا أو إنقاذنا، وأنا هنا لا أكلمك عن نفسي، بل أخاطب فيك روح الوالد أو الوالدة الخائف على أبنائه من مستقبل أسوأ إن استمرت الأمور على ما هي عليه، وهو ما لن تنفعنا معه طائفة أو قبيلة أو غيرهما، ولأكن أكثر مباشرة معك، فلو كان الوضع في السابق يسمح بتغليب نزعاتنا الأنانية في التصويت، فالوضع الحالي لا يتيح لنا نفس الرفاهية وحرية الاختيار.
عزيزي الناخب..
ركز معاي شوي.. كل ما عليك يوم التصويت هو أن تحضر جنسيتك.. وصور أطفالك.. 
ضع تلك الصور بجانب الورقة وأنت تمسك بالقلم لتختار مرشحيك..
واختر عندها من شئت.. بعد التركيز في وجوه أطفالك..
دخيل الله.. مو شرط تركز وايد.. ركز شوي.. وأنا متأكد أنك راح تعرف منو تختار!