أقلامهم

عبداللطيف الدعيج : ذكرى الرشيدي تتحدى اليوم … وحسن جوهر تحت سطوة الطائفة

طالبكم صوتين

كتب عبداللطيف الدعيج 
مرشحونا في هذه الانتخابات، ما شاء الله، بالمئات. لكن رغم تعددهم وكثرتهم تبقى النوعية او التنوع مفقودا، فكلهم على ما يبدو متشابهون، او على الاقل كما لاحظت وسجلت، كلهم بلا اهداف، وكلهم بلا برنامج، وكلهم بلا رؤية حقيقية لكويت الغد ولما سيكون عليهم تحقيقه ان وصلناهم للمجلس.
كل المرشحين واحد، الاختلاف بسيط جدا، يعود الى اختلاف التحصيل العلمي او الانتماء الاجتماعي. لكن مع هذا هناك مرشحان لديهما وضع يختلف عن بقية المرشحين، ربما ليس في الاهداف وليس في البرنامج، ولكن في الهوية وفي التمرد والتحدي التي يمثلانها. ولحسن الحظ فإنهما يمثلان جناحي المجتمع، المرأة والرجل، المواطن والمواطنة. ذكرى الرشيدي مرشحة الدائرة الرابعة، وحسن جوهر مرشح الدائرة الاولى.
ذكرى الرشيدي تحدت بالامس وتتحدى اليوم تقاليد وموروث الدائرة الرابعة المعادي للمرأة ولحقها في المشاركة وادارة شؤون البلد. رغم الانتخابات الفرعية التي وقفت سدا امامها في الانتخابات السابقة، رغم هذا استطاعت المرشحة ذكرى الرشيدي ان تنافس بقوة، وان تقنع الرجال مثل النساء بحقها وقدرتها على تمثيلهم. الانتخابات الحالية تجري وقد خفّت ظاهرة الانتخابات الفرعية، وتدنى تأثيرها في تحديد معظم مرشحي الدائرة الرابعة، لهذا فان ذكرى الرشيدي لديها حظ اكبر في هذا الانتخابات، ويكاد نجاحها يصبح مضمونا وفقا لآخر الاستطلاعات، لهذا يصبح دعمها واجبا والتصويت لها ضرورة من اجل تحقيق رفع مستوى المخرجات في الدائرة الرابعة وفي الكويت عموما.. فرجاء لا تقصرون.
المرشح حسن جوهر هو الآخر يتحدى واقعه الاجتماعي المحيط، فبدلا من سطوة القبيلة، يتحدى المرشح جوهر سطوة مماثلة، هي سطوة الطائفة. واذا كانت القبائل ارحم، فهي تحجب صوتها عن بعض المرشحين، ولكنها لا تحاربهم، فان التعصب الطائفي يعمل بشكل مزدوج، الشيعة يحجبون اصواتهم عن حسن جوهر والسنة مع الاسف يعادونه. كان في امكان النائب السابق حسن جوهر ان يختار الاسهل، وان ينضم الى المد الطائفي ويحتمي به، لكن حسن جوهر اختار الوطن ووضع مستقبله النيابي فداء للمصلحة الوطنية وللمصلحة العامة.. فيا ليت الذي سيصوت اليوم في الدائرة الاولى يتذكر ذلك.