أقلامهم

فيصل الشريفي : الله الله بالوطن … لن نقول لأحد منهم مبروك على المنصب ولكن سنقول شكراً على الأداء والإخلاص بالعمل

الله الله بالوطن

أ. د. فيصل الشريفي
ملفات الإصلاح كثيرة ومتشعبة ومع هذا أملنا كبير في تعاون السلطتين لوقف هذا العبث، فنار الفتنة قد تأتي على الأخضر واليابس، وأملنا أيضاً أن يكون المجلس وزراء ونواب أقوياء لا يخافون في الله لومة لائم، ينتصرون للحق، يعون مسؤولياتهم الوظيفية، يحترمون القانون ولا يتجاوزون عليه.
مع إشراقة هذا الصباح تطل علينا مرحلة جديدة من الحياة النيابية بعد أن اختار الشعب ممثليه عبر صناديق الاقتراع، فأن من نجح ليس بالضرورة أن يكون من تمنيته، لكنها إرادة الشعب التي عليّ وعلى غيري احترامها، ولنا في كلام الله عز وجل موعظة حسنة، فقد قال تعالى: “وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ”. (سورة هود). الآية (188).
اليوم نعوِّل على أصحاب الضمائر الحية من ممثلي الأمة وأبناء الوطن بوأد الفتنة وعدم الانجراف وراء عصبية الجاهلية وتصفية الحسابات، فالمجتمع لم يعد يقدر على مواجهة هذا الكم من الهزات المتعاقبة التي شحنت النفوس، فليكن العمل الجاد ابتغاء مرضاة الله مخلصين للوطن.
بدءاً من هذا اليوم على ممثلي الأمة أن يتقوا الله فينا، وأن يضعوا الكويت نصب أعينهم بالكف عن صراعاتهم الجانبية، والبدء بمرحلة البناء والمحاسبة الرشيدة ومد اليد للوطن بتمكين دولة القانون والبعد عن جميع أنواع الشحن والاصطفاف الذي مارسه البعض على مر السنوات الماضية بقصد الكفر بالحياة الديمقراطية ومجلس الأمة.
حصاد هذه الانتخابات كان الأقسى على الكويت، فسقف الحرية تعدى المفهوم الطبيعي لحرية الكلمة، حيث استغلها البعض لضرب الوحدة الوطنية لغايات ومصالح لا أقول عنها شخصية ولا أظنها كذلك، بل مخطط وضع لتمزيق البيت الكويتي بعد أن تكشفت أوكار الفساد المستفيد الأول من هذه الفوضى.
“من يجرؤ على الكلام” شعار حملة بعض المرشحين كبطاقة مرور للكرسي الأخضر في الوقت الذي نتمنى فيه أن يعود الرشد إلى العقول، “فنار الفتنة توقدها يد واحدة ولكن لا تطفئها إلا الأيدي المتعاونة فلنكن جميعاً عوناً على إطفاء الفتن”، كلمات قالها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، لكن العقول “سرحى” والضمائر في غياهب الجُب.
النية وحدها لا تكفي إن لم تردع النفوس المريضة، وهنا يأتي دور الحكومة التي يجب أن تكون على مستوى الطموح وتحمل المسؤولية في فرض هيبة القانون وتطبيقه على الجميع من منظور العدل والمساواة، ولتبدأ بمحاسبة كل من تطاول على الوحدة الوطنية وتقويض النظام وكشف المفسدين. ملفات الإصلاح كثيرة ومتشعبة ومع هذا أملنا كبير في تعاون السلطتين لوقف هذا العبث، فنار الفتنة قد تأتي على الأخضر واليابس، وأملنا أيضاً أن يكون المجلس وزراء ونواب أقوياء لا يخافون في الله لومة لائم، ينتصرون للحق، يعون مسؤولياتهم الوظيفية، يحترمون القانون ولا يتجاوزون عليه.
وحتى ذلك الموعد لن نقول لأحد منهم مبروك على المنصب، ولكن سنقول شكراً على الأداء والإخلاص بالعمل.
تذكير لكل لناسين:
قال تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”. (سورة الحجرات)- (الآية 13)… ودمتم سالمين.