أقلامهم

مشعل الظفيري :( لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف )… و يهمنا في المقام الأول أن الكويت هي من تنجح

«ألم نشرح لك صدرك»

مشعل الفراج الظفيري
بعد أن وضعت الحرب الانتخابية الشرسة أوزارها فنجح من نجح وخسر من خسر، فإنه يهمنا في المقام الأول أن الكويت هي من تنجح من خلال وصول أعضاء يستطيعون المحافظة عليها وعلى وحدتنا الوطنية لأن الفتنة لا تفرق بين أحد، وعلينا جميعاً أن نقف لها بالمرصاد إذا كنا بالفعل نريد المحافظة على بلدنا، فالخلافات السياسية أمر طبيعي في أي بلد دستوري لكننا نتمنى أن تكون هذه الخلافات لمصلحة الكويت وأهلها. 
إن مظاهر الخروج على الدولة التي رأيناها قبل الانتخابات ما هي الإ دليل واضح على تخبطنا وتفرقنا، وغياب أجهزة الدولة عن معاقبة بعض المارقين وزارعي الفتنة يعزز لدى الأفراد شعوراً بعدم احترام القانون والتعامل خارج الأطر الدستورية.. والواجب على حكومتنا الموقرة أن تعيد الأمن والأمان للبلد والإمساك بزمام الأمور وألا تلعب دور المتفرج، فكلنا مع القانون إذا ما تم تطبيقه على الكبير قبل الصغير والقبائل على الرغم من بعض التصرفات التي بدرت منها وهي بمثابة رد فعل، إلا أنها أول من يطيع وآخر من يعصي، وواهم من يظن أن القبائل تعيش بمعزل عن دولة المؤسسات، ولكن إذا غابت أجهزة الدولة فإنه من الطبيعي أن تثور الناس لكراماتها وجاهل من ينكر دور القبائل في بناء الدولة خصوصاً دورهم المشهود في الذود عن الوطن والحفاظ على أمنه والأسرة الحاكمة تتحدر من قبيلة عريقة نكن لها كل الاحترام والتقدير.
لما نزلت الرسالة على رسولنا الكريم شرح الله صدره بالإيمان ووسعه للحق والصبر على الهم.. والمصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام هو قدوتنا ومعلمنا، فهلا نتعاون جميعاً على الحق لما فيه خدمة البلاد والعباد، فابتعادنا عن الدين ودخولنا في أتون الخلافات السياسية سبب في ضياع البلد إذا ما استمررنا عليه، والواجب أيضاً على أسرة الحكم أن تلتحم من أجل استقرارها وأن ينضوي الكبير والصغير فيها تحت طاعة ولي أمرنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وألا يعمي البعض منهم طموحه السياسي غير المشروع في تدمير البلد وصناعة إمعات هدفها إثارة النعرات الطائفية وشق الوحدة الوطنية، وأن تكون لدينا الشجاعة في الوقوف مع المصالح العليا للوطن وألا تضعف نفوسنا للنفوذ المعنوي والمادي ونفضل مصالحنا الخاصة على المصلحة العامة، كما أنه من الواجب على حكومتنا أن توفر العدالة الاجتماعية للجميع وأن يكون القانون هو الحكم بين الناس وتطبيقه يتم بطريقة متساوية من الجميع دون تفرقة أو مزاجية.
إن الشباب بحاجة إلى رعاية كاملة وإعطائهم الفرصة في إعادة بناء الدولة وتطوير مؤسساتها لأنهم عماد المستقبل، والكويت تزخر بالكثير من الكفاءات التي تتمنى رد الجميل للوطن.. أما المستشارون الذين خرجوا من الخدمة لسنوات طويلة، فالواجب عليهم أن يريحوا ويستريحوا لأنهم حتى النصيحة أصبحوا غير قادرين على تقديمها أو يخافون قولها لأنها تخالف أهواء المعازيب والله سبحانه أحق أن نخشاه.. الدينار لا يصنع دولة أو رجال دولة مهما زاد وكثر. 
إضاءة: يقول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف )