أقلامهم

مهلهل الرويلي : لن يختلف على وطنيتك اثنان … جابر المبارك تمنيناك فأتيت

تمنيناك… فأتيت

مهلهل الرويلي 
انتهت الانتخابات النيابية وصُدم من صُدم، واحتفل من احتفل، ونزلت الدموع عند البعض فرحاً بالفوز وعند البعض الآخر حسرةً على المال الذي صرف بدون نتيجة، ونزلت دموع جميع الكويتيين لما صاحب الانتخابات من أحداث. 
وها قد جاء وقت العمل، وبغض النظر عمّن اعتلى الكرسي الأخضر، فإن هناك شخصاً على رأس السلطة التنفيذية هو سمو الشيخ جابر المبارك، تلتفت إليه الأضواء، فهو أمامه الآن لوحة رخامية شديدة الصلابة، والمطلوب منه أن يثبتها وينحت بها إنجازات المرحلة القادمة.
 فثبات هذه اللوحة هو وحدتنا الوطنية وتلاحم أبناء الوطن بأطيافه، وما لم يُعَد دمج النسيج الكويتي فستسقط اللوحة بإنجازاتها وتتحطم مع أول ريح تصادفها! فالكويت، والمنطقة بشكل عام، تمر بتحديات كبيرة تحتاج إلى رجالات دولة، فاختيار الشيخ جابر المبارك من قبل سمو الأمير، حفظه الله وأبي الجميع، لما لديه من حكمة وصفاء النية ونظافة اليد وحبه للعمل لهذا الوطن والتاريخ المشرف على مدار أربعة عقود من العمل بلا كلل أو ملل بدءاً من توليه محافظاً لمحافظة حولي وتدرجه في المناصب إلى أن بلغ رئاسة الوزراء.
 أنت يا شيخ جابر خير رجال هذه المرحلة، ولن يختلف على وطنيتك اثنان، فأنت ممن يؤثرون الوطن على مصالحهم الشخصية، وقد واجهت صعوبات وتعاملت معها بمهارة وكانت خير دليل لوضع صاحب السمو الأمير ثقته بك، فلا تلتفت إلى ضعاف الهمة وقصار الهامة الذين تصادفهم في طريقك ممن يحاولون إشباع رغباتهم المريضة دون النظر لمصلحة الوطن. لقد عرف أهل الكويت أنك تقف على مسافة متساوية من الجميع، أياً كانوا، وأنك صاحب قرار نافذ إذا كان فيه مصلحة للجميع دون الاهتمام لظهور اسمك في مانشيتات الصحف، ونعلم أن لديك إرثاً ثقيلاً من المشكلات السياسية والاقتصادية، وهو إرث أصعب من فتن الحقبة السابقة… كان الله في عونك في التعامل معه. من يقرأ هذه المقالة فسيشعر كأنني أعرف الشيخ جابر المبارك حق المعرفة، نعم أعرفه حق المعرفة لكني والله لم أقابله في حياتي، لكني أرى فيه بإذن لله رجل هذه المرحلة، وأرى فيه عطفاً أبوياً لأبناء الشعب الكويتي. أنا كأي مواطن كويتي محب لوطنه ينتقد بشدة كل من قصر وقسم الكويت إلى طوائف، ويدافع باستماتة عن كل من يبني وطننا ووحدة شعبه. وأقولها ثانية من ابن يحب أباه: “ثبت اللوحة قبل العمل”، فو الله “تمنيناك… فأتيت”.