أقلامهم

بدرية العوضي تقترح عقد مؤتمر للمرأة العربية لبحث تداعيات الربيع العربي على حقوقهن السياسية والإنسانية

تداعيات الربيع العربي على حقوق المرأة

بدرية عبدالله العوضي
حالة التغيير التي تجتاح الأمة العربية منذ بداية عام 2011 لم تقتصر على تغيير بعض الأنظمة الدكتاتورية العربية التي اتخذت من الديموقراطية الشكلية ستارا لتعزيز الحكم الفردي فيها، بغرض تحقيق مصالح شخصية ومصالح الأقليات التي تدور في فلكها، رجالاً ونساء، في حين سارعت دول عربية أخرى الى اتخاذ قرارات سيادية مهمة من شأنها تحقيق مزيد من الحقوق والحريات الأساسية لمواطنيها، لمواكبة التطورات المستجدة في هذه المنطقة من العالم التي لا تزال تعيش في حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والقانوني، الداخلي والخارجي.
احقاقا للحق، لا بد من الاشادة بدور المرأة العربية الايجابي في تحقيق الربيع العربي، حيث ساهمت المرأة مع الرجل في إحداث هذا التغيير، ليس فقط من خلال المشاركة في التظاهرات اليومية التي كللت بالنجاح في ازالة الانظمة الحاكمة في كل من تونس وبعد ذلك في مصر وليبيا ثم اليمن، ولا تزال المرأة السورية تشارك بقوة مع الرجل في الثورة ضد النظام الحاكم في سوريا، وتقدم التضحيات الجسيمة بالنفس والأبناء والأزواج للتخلص من هذا النظام الدكتاتوري الذي لم يتوان في استخدام كل وسائل القمع الوحشية وبشكل منهجي، المحظور دوليا ضد المتظاهرين سلميا.
ازاء هذه الأوضاع المستجدة في المنطقة العربية، يحق للمرأة العربية ان تتساءل مع الآخرين: ما هي تداعيات الربيع العربي على حقوق المرأة السياسية والإنسانية بعد هذه المرحلة؟ وكيف ستكون مشاركتها على قدم المساواة مع الرجل في صنع القرار السياسي لتغيير الأوضاع والأنماط التقليدية المسيطرة على المجتمع العربي؟ وكيف ستكون تداعيات الربيع العربي على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية للمرأة على المستوى الوطني والعربي والدولي؟ وكيف يمكن تعديل أو إلغاء القوانين الوطنية التي تعرقل مسيرة المرأة في شتى المجالات بعيداً عن تسييس الحقوق الأساسية للإنسان لتحقيق مكاسب شخصية أو لتحسين صورة الأنظمة الحاكمة دوليا كما كانت الحال سابقاً في غالبية الدول العربية؟
لا بد من التنويه بان تداعيات الربيع العربي لا تزال في بدايتها والمستقبل لا يزال في علم الغيب بالنسبة لحقوق المرأة بصورة خاصة، ونأمل ألا يطول الانتظار حتى يتحقق للمرأة المشاركة الفاعلة في الحياة العامة، على قدم المساواة مع الرجل، حيث ان العديد من النساء يعشن حالة من التوجس غير المعلن من التداعيات السلبية للربيع العربي على حقوقهن الإنسانية، وكيفية تقليل التداعيات السلبية لهذا الحدث على الصعيد الحضاري والثقافي وعلى المستويين الداخلي والخارجي.. وكيف يمكن الاستفادة بقدر الامكان من التداعيات الايجابية للربيع العربي لتعزيز حقوقهن الإنسانية بعيداً عن التمييز قبل ان تصبح تداعيات الربيع العربي مزيداً من الحقوق الأساسية للرجل فقط، لذلك نقترح عقد مؤتمر للمرأة العربية لبحث تداعيات الربيع العربي على حقوقهن السياسية والإنسانية قبل فوات الأوان.