أقلامهم

حسن عباس : جهزوا المقار وجناسيكم لان المجلس قريبا سيحل!

جهّزوا المقار !

د. حسن عبدالله عباس  
لحين كتابة المقالة لم تنتهِ البيانات ولم تتضح الصورة بعد، لكن يمكن رسم صورة ابتدائية عن انتخابات هذه الجولة.
منذ بداية فرز الأصوات احتل أصحاب الصوت المرتفع على المواقع المتقدمة في نتائج جميع الدوائر بلا استثناء. فهذه الملاحظة كانت واضحة من البداية، مما يعني ان الناس تقصد شيئين: الشيء الاول ان الناس دخلت على صناديق الاقتراع وهي مشحونة ومتأثرة بما جرى في الايام الماضية. 
والشيء الثاني ان الكلام الكثير عن التغيير وتبديل الاوجه، كله كلام فاضي ولا يعني شيئا. فالناخبون مصرون على قناعاتهم المسبقة، وبالمناسبة قد لا تكون هذه النقطة مفاجئة كون الأوضاع المحلية كانت مشحونة والاصطفاف القبلي والطائفي واضح.
الملاحظة الثانية ان الشعب الكويتي يا جماعة لا يستشعر الأمان الا بالاحتماء وراء القبيلة والطائفة. المشاكل الكثيرة والإخفاقات الكبيرة للحكومات السابقة (بغض النظر الآن عن الاخفاقات الحقيقية او التي تصنف تحت بند المكيدة) جعلت المواطنين يستشعرون عدم الطمأنينة والخوف، ولم يعد يرون بان لهم من ملاذ سوى الاحتماء بالقبيلة والعائلة والطائفة وغيرها من المكونات الاجتماعية.
الملاحظة الثالثة ان المعارضة لا تدخل اليوم بإصرار أقوى وبثقة بالنفس فحسب، بل الاعداد زادت وعلى حساب الموالاة. هذا يعني ان الحكومة القادمة يجب ان تفهم هذه الرسالة، فمن الصعب جدا عليها ان تناور مع وقوع هذا العدد الكبير من المقاعد في شبكة المعارضة.
اما الملاحظة الرابعة والخامسة فهو من جانب ازدياد عدد المعارضة وتركزها بيد الاسلاميين والقبليين، ومن جانب آخر تراجع عدد المعارضة الليبرالية. فالتكتل الوطني بدا في تقهقر واضح مع تمدد المعارضة المحافظة.
الملاحظة السادسة عدم ايمان الناخبين بأداء النائبات السابقات، كما أنهم غير مطمئنين ايضا للبرامج الانتخابية للجدد منهن. قد اقول بان صفاء الهاشم مستثناة قليلا، لكن بصورة عامة ما زال عدم الارتياح من اداء النائبات هو الهاجس المسيطر على الناخب الكويتي.
الملاحظة الاخيرة، جهزوا المقار وجناسيكم لان المجلس قريبا سيحل!