أقلامهم

هيلة المكيمي : من يزرع الريح يحصد العاصفة.. وها هي عاصفة الاسلاميون اتت لتقتلع شعاراتكم المزيفة !!

مجلس 2012 إسلامي

د. هيلة حمد المكيمي 
وانتهت الانتخابات.. وتوقف السبق.. والتقطت الانفاس.. وتوقفت بعض ماكينات تبادل السباب والشتائم على صفحات الانترنت التي يستخدمها بعض المرشحين لضرب خصومهم.. الا ان التوقف لن يستمر طويلا فسرعان ما سوف تنطلق من جديد، إما لمعركة الرئاسة القادمة مابين الاقطاب السياسية، وإما من اجل انتخابات برلمانية جديدة.. فتركيبة المجلس الحالي من الواضح انها لن تدوم.
مجلس 2012.. اتى بصبغة اسلامية من الطراز الاول ومن ثم صبغة قبلية متعصبة، ومن ثم تيار يمثل الاغلبية الصامتة، مع سقوط مدو للتيار الليبرالي وهذا شيء متوقع، بالاضافة الى السقوط المريع للمرأة، حيث رجع كبرلمان ذكوري مع غياب كامل للوجود النسائي، تبقى الورقه الشيعية الاكثر ثباتا الى حد ما فالرقم ظل قريبا مما هو عليه الى حد ما.
الاسلاميون يعتبرون الكاسب الاكبر، بل ان الاخوان المسلمين يصلون الى ما يفوق العشرة اعضاء والتي تضم كلاً من الدلال واليحيى والمسلم والطبطبائي والعجمي وجمعان والمطر والعنجري والصواغ وخالد شخير. قد يعترض البعض على بعض الاسماء التي ادرجتها الا ان في الواقع ان لم تكن اخوانية التنظيم فهي اخوانية الهوى والدعم الانتخابي والمالي. هذا بالاضافة الى تزايد جماعة السلف والتي ضمت كلاً من الدمخي ومحمد حسن الكندري والعميري والسلطان والعمير.
اما فوز الاسلاميين فمرجعه هجومهم على حكومة ناصر المحمد واستفادتهم من الطرح الطائفي واستخدام ورقة محمود حيدر وضعف تواجدهم في البرلمان السابق ومشاركتهم في احداث الاقتحام، بل حتى دورهم في تفجير قضية الايداعات المليونية حيث يذكر ان احد كبار ملاك الصحيفة التي فجرت القضية هو اخواني الهوى، ناهيك عن ان احد مصادرهم في البنك المركزي ينتمي ايضا الى الاخوان المسلمين، بالاضافة الى قيامهم بعملية تبديل الاصوات فيما بينهم والتي ضمنت لهم الفوز. يبقى ان نؤكد أن نجاحهم الاساسي يرجع الى غباء الليبراليين الذين يعيشون حالة من الانكشاف في الحقد والحسد والانانية المفرطة والتي دفعت بهم الى هذه الخسارة الفادحة، فالتكتل الوطني اختفى تقريبا مع سقوط صالح الملا ومشاري العصيمي وعبدالله الرومي وعدم ترشح عادل الصرعاوي وسقوط اسيل. ولم يتبق منهم الا مرزوق الغانم والذي يعتبر تراجعه الى المركز الخامس هو خسارة بحد ذاتها.
رفض الشارع للتحالف الوطني والتكتل الوطني هو بسبب عدم اتخاذهم لمواقف واضحة وتركيزهم على قضية واحدة وهي الرياضة والتي تحولت الى خصومة شخصية ما بين مرزوق وطلال الفهد. كما انهم سعوا لاقصاء شخصيات مستقلة امثال محمد الجويهل ونبيل الفضل، الذين دعوا علانية الى شطبهم، بل ان الغاء ندوة الفضل من احد الفنادق زادت من رصيده والتي كان وراؤها كما يقال قريبة احد مرشحي التحالف بدافع الغيرة.
الا ان سقوطهم الحقيقي جاء كذلك بدافع خصوماتهم العلنية وتجريحهم للكثير من الشخصيات المستقلة وهجومهم غير المبرر على علي الراشد بدافع الغيرة الشخصية وليس الاختلاف السياسي، ويبقى ان نؤكد بأننا نعيش حالة من الافلاس مع مثل هذه التيارات التي تدعي انها تحمل راية التيار المدني، وهذا ما يؤكد أننا لا نزال بحاجة لبديل حقيقي اكاد اراه يلوح في الافق، أما لهذا التيار المتهالك فاقول لهم بعد ان سيطر الاسلاميين «من يزرع الريح يحصد العاصفة.. وها هي عاصفة الاسلاميون اتت لتقتلع شعاراتكم المزيفة البراقة ولكن ليس بالضرورة الى الافضل فها هي مصر تعيش على صفيح ساخن»!!