أقلامهم

صالح الشايجي : إذا كانت الديموقراطية هي أفضل الأسوأ فإن ديموقراطيتنا هي أسوأ الأسوأ سوءا يبلغ حد الديكتاتورية ويتجاوزها!

ثوب الزفاف الأسود 

صالح الشايجي   
إذا كانت الديموقراطية هي أفضل الأسوأ، فإن ديموقراطيتنا هي أسوأ الأسوأ، سوءا يبلغ حد الديكتاتورية ويتجاوزها!
العيب ليس في الديموقراطية ولا في أساسيات ديموقراطيتنا ومقوماتها، لكن في إفرازات هذه الديموقراطية ومنتوجها الديكتاتوري والتسلطي والذي يعكس لنا وبكل وضوح مزاجية الناخبين الكويتيين الذين يتحملون وحدهم مسؤولية هذا الفرز، فالشعب اختار نوابه الذين يحققون طموحاته، لكن المحزن أن هذه الطموحات لا تشكل رأيا مستنيرا ولا فكرا يطمح إلى تحقيق دولة مدنية حديثة تكفل الحقوق ويشيع فيها العدل وتتساوى فيها الفرص ويتمتع فيها الإنسان بحريته الكاملة.
المجلس الجديد غول شرس يتمتع بقوة الديناصور ويحمل عقله، مجلس غير مرشد ولا رشيد ولن يكون رحيما لا بدستور ولا بحقوق ولا بإنسانية الإنسان، ولن يلقي بالا لمصلحة الوطن ولا اتفاقياته الدولية ولا علاقاته بدول العالم.
هو مجلس لن يتعاطى مع الواقع، لن يسمع صوتا ولن يرى مصلحة عامة أو وطنية، الكتل التي يتشكل منها هذا المجلس هي إما أنها ثأرية أتت لتثأر وتخلص ثاراتها المبيتة، وستجعل من المجلس مجلس نقائض وحروب وتناحر وتنابز، أو أنها كتل إسلامية ذات أجندة غير واقعية ولا تمت للديموقراطية بأدنى صلة، ما يعني أننا أمام مرحلة شديدة الخطورة وتهدد البلاد تهديدا لم تشهده من قبل ربما تجاوز في سوئه سوءات الغزو كلها.
ما يعنينا إلى جانب ذلك هو اكتشافنا للنفسية الكويتية الموغلة في الكيدية والثأرية وإشعال الخصومة واستمرار التطاحن وتغذية الصراع، لذلك فقد اختار كل فريق اجتماعي، أشرس من لديه من المرشحين لتغذية هذه الحرب التي سبق اشتعالها نتائج الانتخابات والتي بدت إرهاصاتها أثناء الحملات الانتخابية، وكأنما كل فريق يريد الإبقاء عليها مستمرة مستعرة ليتفرج على وقوع الضحايا ولا يعلم هذا الفريق أو ذاك أنه سيكون هو الضحية.
لن ينصلح حال ديموقراطيتنا الا بمقاطعة القوى الوطنية والليبرالية للانتخابات ترشيحا وانتخابا، وتشكيل لوبي خارجي مواز للمجلس وللحكومة يشكل قوة ضغط هائلة تفوق قوة المجلس والحكومة، أما مشاركتها في اللعبة الديموقراطية فهي دليل رضى على هذا الواقع البائس الذي لا تشكل فيه القوى الوطنية إلا ديكورا باهتا لتزيين ثوب الزفاف الأسود.