أقلامهم

وليد الأحمد : يا نواب مجلسنا لا تحرقوا أنفسكم وتحرقونا معكم بمهاتراتكم وخلافاتكم الشخصية واتقوا الله فينا

مجلس برسم الحل!

 وليد إبراهيم الأحمد 
مجلس ثوري بكل ما تعنيه هذه الكلمة وصبغة اسلامية مكتسحة اعادت للتيارات الاسلامية هيبتها بعد ان قلب (القبيضة) الشارع الكويتي رأسا على عقب فخرج معظمهم وانتفض ليعلن ولادة مجلس أمة معارض نتوقع ان يترأسه النائب احمد السعدون ليعود من جديد لصهوة جواده الذي لطالما انتظره منذ سنوات!
أبرز نتائج مجلسنا سقوط نون النسوة الاربع دفعة واحدة وتقلص عدد النواب الشيعة من 9 في المجلس الماضي الى 7 وسقوط اسماء لها ثقلها امثال عبدالله الرومي ومعصومة مبارك وضيف الله بورمية وحسن جوهر ومشاري العصيمي وصالح الملا وخلف الدميثير الذي ظل عضوا دائما منذ مجلس 1981 حتى النكسة!
أمر آخر فاجأ الجميع، كان وصول النائبين محمد الجويهل ونبيل الفضل، وكشفت هذه المفاجأة عن دعم المهري لهما على حساب مقعدين للشيعة وهو ما كشف عنه غاضبا المرشح الخاسر فاخر القلاف الذي لام المهري لقلب الطاولة على طائفته بدعم الفائزين على حسابهم!
من جانب آخر بقدر سعادتي بسيطرة الإسلاميين على المجلس من اخوان وسلف ومحافظين، إلا انني اشعر بتشاؤم شديد وعدم تصور كيف سيحاور الجويهل مسلم البراك مقابل حوار الفضل مع احمد السعدون؟!
المطلوب تهدئة الاوضاع وتقبل كل منا الاخر (رغم علات البعض) وعدم شحن الأجواء السياسية اكثر مما هي مشحونة والابتعاد عن الاصطفاف الأعوج!
لا تجعلونا ننشغل بأنفسنا اكثر فننغمس بالمهاترات والتلاسن والتنابز بالألقاب بصورة تعيدنا للوراء الى العصور الجاهلية وحروب داحس والغبراء التي امتدت اربعين عاما اشترك بها العديد من القبائل والطوائف بسبب نتيجة سباق فرسين!
فإذا استمررنا بنفخ النواب وكأننا في دوري للكرة كل حسب اهوائه، فإننا سنصل بالنهاية الى مباراة المصري والاهلي بكرة القدم التي انتهت بجرحى وقتلى واحتراق الاستاد الرياضي على من فيه!
يا نواب مجلسنا ونحن نبارك لكم الفوز لا تحرقوا أنفسكم وتحرقونا معكم بمهاتراتكم وخلافاتكم الشخصية واتقوا الله فينا واعلموا ان الله سبحانه يقول في محكم آياته في سورة البقرة (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) الاية (281).
اقول ذلك مطالبا (ربعنا) النواب باعطاء الحكومة الجديدة التي لم تتشكل بعد الفرصة الكافية لاثبات كفاءتها بعيدا عن اتخاذ المواقف المسبقة او الشحن المسبق وتصوير معارضتها (بطولة) ما لم تظهر عكس ذلك لاسيما وان المؤشرات الأولية لتلك النتائج تشير لظهور معارك جانبية طاحنة والله يستر!
على الطاير
أخشى ما اخشاه ان ننشغل بصراعات عنصرية وقبلية وطائفية يجرنا اليها البعض بالكلام!
نحذر العقلاء فقط من الانجراف لهذه المعركة المحرقة لنا جميعا والرد بالتي هي احسن وعدم مجاراة الجنون بجنون خاصة وان شكل مجلسنا لن يستمر اكثر من عام في احسن احواله! 
ومن اجل تصحيح هذه الاوضاع باذن الله نلقاكم!