أقلامهم

خديجة المحميد : ليعمل الجميع على توفير الهدوء النسبي الذي تحتاجه العملية التشريعية والرقابية في ملفات مستحقة

برلمان 2012م

د. خديجة المحميد
برلمان 2012م مثل خيار 61% ممن يحق لهم التصويت الانتخابي من المواطنين، فهو إذن يمثل خيار الأمة بنسبة مقبولة. وقد أسفرت مخرجاته عن التمثيل الأعلى والغالب للمعارضة التي اختارت الشارع وسيلة للتعبير عن مطالبها عندما كان برلمان 2009م قائما، وأي خيار يأتي لتمثيل الأمة بانتخابات حرة نزيهة بأي غالبية من أي طيف فكري أومن أي تيار سياسي ينبغي أن يكون موضعا للقبول في التعاطي معه من خلال قيم العملية الديموقراطية ووفقا لمرتكزاتها الدستورية والقانونية.
أي حينما تتعارض آراء الأقلية ومواقفها مع الأغلبية التي تملك عادة فرض قراراتها بتفوقها العددي، نتوقع من هذه الأقلية ألا تقتدي بأقلية برلمان 2009م في النزول إلى الشارع وتعطيل الإنجاز البرلماني.
ليعمل الجميع على توفير الهدوء النسبي الذي تحتاجه العملية التشريعية والرقابية في ملفات مستحقة ذات أولوية فائقة كملف مكافحة الفساد وإقرار حزمة قوانينها ومتابعة تنفيذها وتفعيلها بدقة بالغه، ويليه في الأهمية ملف خطة التنمية وضرورة المسارعة إلى تحويل ما يمكن ترجمته منها إلى واقع في مجال الاقتصاد والتعليم والخدمات الصحية وسائر مجالات التنمية البشرية.
والملف الثالث الذي لا يقل عن سابقيه في الأهمية والاستحقاق هو الذي يعني بقضايا الأسرة والمرأة والقوانين الحقوقية المقترحة في هذا المجال والمعلقة في البرلمان السابق.
لقد غابت المواطنة المعنية بهذه الملفات عن عضوية البرلمان لسيادة معايير الاستقطابات الفئوية الانفعالية بين أغلب المرشحين والناخبين من جانب، ومن جانب آخر سيادة الخيار الإسلامي الملتزم الذي إما أنه يحرم مشاركة المواطنة في القرار البرلماني، واما انه يجيزها ولكن يرى أن مثل هذه المشاركة لم يحن وقتها.
إن معارضة الأمس التي هي غالبية في برلمان 2012م تواجه تحديات القضاء على الفساد المستشري، وتحريك عجلة التنمية الواقفة، وإنصاف المواطنة الكويتية التي طال انتظارها وأسرتها في نيل حقوقها المدنية، وهناك ملفات أخرى تشكل تحديا وذات أهمية بالغة والتي من أبرزها إقرار وإحياء ثقافة احترام سيادة القانون قولا وعملا هذا بعد أن انتهكت هذه القيمة انتهاكا شديدا من أطراف متعددة في الآونة الأخيرة. إذا تحركت القوى الغالبة في المجلس الجديد لخدمة هذه الاستحقاقات فإنها ستحظى بالمصداقية والتأييد من المواطنين، وإلا فإن الإحباط المتراكم سيخلق معارضة أخرى بأبعاد ومخاطر مستجدة.