فرسان المجلس الجديد ماذا أنتم فاعلون؟
سعود السبيعي
أبارك للكويت أبناءها الخمسين نائبا، متمنيا أن يكونوا لها بعد الله خير معين وخير مشير، وأن يهدي الله منهم المتطرف الضال، ويصلح شأن سيئ الحال، ويسكن روع المغالي والمتكبر المتعالي.
فبعد أن انقشع غبار المعركة الانتخابية واتضحت وجوه فرسان المجلس الجديد، استبشر الناس خيرا، فأغلبهم ممن عرف بصلاحه وتقواه وسلامة منطقه وبعد رؤاه، وحتما ستتأثر الأقلية النيابية بسلوك الأغلبية متى ما سارت الأغلبية نحو تحقيق مصالح الوطن وآمال الناس وانشغلت بالإنجاز عن متابعة أصوات النشاز.
المجلس الجديد ضم جميع القوى السياسية بأعداد كبيرة، فهناك التجمع السلفي، والتكتل الشعبي، وحركة حدس، وإخواننا الشيعة، والليبراليون، فلا توجد طائفة سياسية في الكويت إلا ولها على الأقل ممثل واحد والواحد ممكن أن يكون بعشرة رجال، ولنا في تجربة جمعان الحربش خير مثال حينما كان هو ممثل «حدس» الوحيد في المجلس السابق، إذن فكل المؤشرات تدعو الى التفاؤل، ولم يتبق سوى معرفة أعضاء الحكومة الجديدة، وإن كنت أرى دائما أن انسجام أعضاء المجلس هو أهم بكثير من تركيبة الحكومة، فالوزير مهما بلغ من قوة مهنية لن يستطيع فعل شيء مادام لا يلقى الدعم والتشجيع من نواب المجلس، وكذلك الحال بالنسبة للوزير الأقل مهنية، فهو يستطيع الانجاز متى ما أخذ بيده المخلصون من النواب وانصاع لتوجيهاتهم ونصائحهم، فإذا كانت النوايا السليمة هي التي تجمع الحكومة والمجلس فكل رداء ترتديه السلطتان جميل.
لقد عانت الكويت كثيرا وبدا عليها الشحوب ودبت في أوصالها الشيخوخة واستشرى اليأس والإحباط بين الناس ووضعوا كل آمالهم في نواب هذا المجلس عل وعسى أن تنهض على أيديهم دولة القانون والرفاهة وتعود الكويت إلى سابق عهدها مشرقة وضاءة ورائدة ومتميزة في كل الميادين محليا ودوليا، أعيدوا نوابنا الكرام للكويت بسمتها وإشراقة وجهها الباسم وأنصتوا بإمعان الى كلمات الأغاني الوطنية التي تبث في مواسم الانتخابات والتي نشعر معها بالنشوة وتستيقظ في داخلنا مشاعر الانتماء، أعيدوا لنا ولأطفالنا أيها الاكارم مجد الكويت، فالله قد حبانا بوطن زاخر بكل شيء، وشعب متسامح يسكن في داخله الحب والولاء، فكيف بوطن يحمل في مساحته الصغيرة كل طيبة العالم يتحول أبناؤه الى متطرفين ليس لهم صنعة سوى مناكفة بعضهم البعض ينشرون الفشل واليأس والشقاء، أسألكم أيها النواب الافاضل بحق الله والوطن عليكم ان تقدموا مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، واعلموا ان الله سيسألكم يوما عما فعلتموه بشعبكم الذي يدعو الله لكم في ركوعه وسجوده، وفي دبر كل صلاة أن يهديكم ويصلحكم لما هو خير لبلادكم وشعبكم، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، واللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان.
أضف تعليق