أقلامهم

محمد حيات : لابد ان نحترم خيارات الشعب اليوم … ولابد للشعب ان يتحمل مسؤوليته غدا

مجلس وزراء وليس مجلس سموه !


محمد جوهر حيات 



نكتب أحرف هذا المقال في ظهيرة يوم الثلاثاء 7 فبراير والحكومة الكويتية ما زالت قيد التشكيل بعد تكليف سمو الشيخ جابر المبارك برئاستها وبتشكيلها من قبل أبو السلطات بيوم واحد فقط وبعد اختيار الأمة أعضاء مجلسها بخمسة أيام تقريباً، فالجميع يترقب أعضاء الحكومة الذين سيعملون ويتعاونون مع نواب الأمة الذين اختارهم الشعب الخميس الماضي عبر صناديق الاقتراع.


 لا نود الخوض في غمار تحليل ما حدث وما جرى في المرحلة الانتخابية الماضية لإيماننا منذ زمنٍ أننا وفق هذا النظام الانتخابي الفردي لا يمكننا تغيير ثقافات النواب عبر الاختيار، بل أننا نسهم في تغيير الوجوه فقط مع ثبات الثقافات البرلمانية الكويتية فيرحل طائفي وقبلي وعنصري وموال وغوغائي ووطني ويأتي مثيلهم بوجه جديد لا أكثر، ولكن في نهاية الأمر لا بد أن نحترم خيارات الشعب اليوم، ولا بد للشعب أن يتحمل مسؤولية خياراته غداً.


وأوضح رسالة كانت في الانتخابات هي عودة عدد كبير من نواب كتلة المعارضة إلى البرلمان مرةً أخرى وتجديد الشعب الثقة بهم من جديد، وعلى الحكومة المقبلة أن تقدر هذه الرسالة، ولكن قبل تقدير هذه الرسالة من قبل الحكومة أرجو من كتلة المعارضة أن توفي بما وعدت به ومن أهم وعودها تطبيق القانون، فقد سطر بعض أعضائها تطبيق القانون عندما رفضوا خوض الانتخابات الفرعية تماشياً مع حكم المحكمة الدستورية وباركنا لهم هذا التطور الجزئي وإن أتى متأخراً، ولكن عليهم أن يبعدوا القلة عنهم من نوابهم الذين شاركوا بالانتخابات الفرعية المجرمة لأنهم سوف يشوهون أول مطلب من مطالب المعارضة وهو تطبيق القانون، وعليهم أيضاً أن يتعاونوا مع حكومة سموه وأن يقدروا له كل خطوة إصلاحية بخطوة إصلاحية منهم حتى يتمم هذا التعاون بين السلطتين، ولا نود أن نحكم على أعضاء المجلس ومخرجات الانتخابات وتصريحات بعض النواب المتفجرة ومطالبهم العسرة لأننا متفائلون ونريد تقييم عمل برلماني ولا نود أن نقيم شطحات وتصريحات النواب ما قبل القسم ومطالب شفهية ضبابية (تويترية) بل سننتظر وسنقيم بكل موضوعية ووضوح دون خجل وشخصانية!


قبل أن نطالب الكفاءات الوطنية والكتل النيابية بمد يد العون لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بقبولهم الدخول ضمن التشكيلة الوزارية، علينا أولا أن نطالب سموه بمد يد العون من قبل العديد من الخطوات التي على أثرها ستجعل الجميع يتسابق من أجل التعاون معه بالانخراط في عضوية حكومته من أجل توحيد الجهود والإنتاج والعمل المثمر والمنتج للتطور والرُقي والازدهار ومن هذه الخطوات يا سمو الرئيس عليك أن:


• تنسف نهج الولاءات كما هو في الحكومات السابقة.
• تفرض وترسخ ضمانات لأعضاء حكومتك في تطبيق القانون على الجميع دون أي شكل من أشكال التمييز.
• تعطي الوزراء صلاحيات ومسؤوليات موسعة بالإدارة والإبداع والابتكار والقرار في شؤون وزاراتهم دون توجيه مباشر منك.
• تضمن أن يكون الوزير عضواً في مجلس الوزراء لديه آراء وأطروحات ورؤية بناءة وليس مجرد موظف كبير ينفذ توجيهاتك وأوامرك.
• تبتعد عن نهج المحاصصة المدمر الذي يعتبر مفتاح الترضيات والتنفيع والتجاوزات.


وبذلك يا سمو الرئيس وبهذه الخطوات الأولية منك، سوف تقبل الكتل النيابية والكفاءات الوطنية المخلصة أن يكونوا أعضاء ضمن فريق مجلس الوزراء الكويتي برئاستك، كون معظم الكفاءات لا ترغب أن تكون أعضاء في مجلس سموك بل ترغب أن تكون أعضاء معك وبرئاستك في مجلس الوزراء الكويتي، فهناك فرق بين أعضاء ووزاء الحكومة الكويتية ومجلس الوزراء الكويتي وبين أعضاء ووزراء حكومة ومجلس سموه!


• ليتحقق النهج الجديد من قبل السلطتين، التشريعية عليها التشريع التنموي والرقابة الصادقة والجادة وعلى التنفيذية تنفيذ القانون بكل شفافية ووضوح في تعاملاتها ومؤسساتها، ونرجو التعاون ولن نستبق الأحداث قبل بدء العمل البرلماني وإن كثرت المؤشرات المزعجة!
نراكم قريباً .