أقلامهم

إبراهيم بهبهاني : الاصلاح ينطلق من ذواتنا وعقولنا … فهل نحن فاعلون؟

أين المجتمع المدني من الانتخابات؟

د. إبراهيم بهبهاني
دائماً أطرح سؤالاً أين دور المجتمع المدني الكويتي خاصة في موسم الانتخابات؟ ثم أعود وأكرر الطلب لماذا لا نرى تأثيراً جدياً وفعالاً لهذه التجمعات التطوعية المنضوية تحت عنوان المجتمع المدني؟ وانا اعتبر نفسي جزءاً من هذه الفئة لانني امضيت نصف عمري في العمل التطوعي الانساني، لكن اسمح لنفسي بان اقسو قليلاً في هذا الشأن، اسمع جعجعة ولا أرى طحناً؟ أقرأ بيانات عبر الصحف ووسائل الاعلام لكن لا ألمس اثراً لها على أرض الواقع، قد تكون هناك اسباب تحتاج الى دراسة و معرفة اشمل لكن ما أعنيه .
 ان النقابات مثلاً لا يسمع صوتها ودورها الا عند المطالبة بزيادة الرواتب والكوادر، وان جمعيات النفع العام تغيب عن الساحة ولا تظهر الا عند تنظيم الموائد والحفلات وصور الصحافة والشباب التي عرفناها منذ الغزو وبينها خمس لم نعد نشعر بقوتها التي عهدناها..
 أنا لا اتحدث هنا عن بيانات التأييد لهذه القبيلة أو ذاك التجمع ولا عن الدواوين التي تقف مع الحكومة أو ضد المعارضة، بل أتحدث عن الهيئات والجمعيات والنقابات التي تمارس انشطتها تحت سقف هيئات المجتمع المدني، سواء من الشباب أو الشابات..
 أعجبتني مبادرة السيدة جنان بوشهري، عضو المجلس البلدي بدعوتها لتبني «ميثاق استدامة للبيئة الكويتية» واعلانها جمع تواقيع 29 مرشحاً لانتخابات مجلس الأمة 2012 وتحديد الميثاق بثلاثة بنود على الموقع ان يلتزم بها في حال فاز بالانتخابات وهي اقرار قانون حماية البيئة الموجود في المجلس واقرار تشريعات تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في المشاريع البيئية وتبني مقترح يلزم الحكومة بتنفيذ حملة توعية طويلة المدى حول الممارسات البيئية الصحيحة..
 طبعاً نحن لا نناقش كيفية التواصل والزام من يوقع في المراحل القادمة لان هذا برنامج آخر، لكن نرى ان هذه المبادرة وعلى غرارها كان يجب ان تتوسع أكثر وفي مختلف القطاعات من قبل هيئات المجتمع المدني، نحتاج الى مبادرات في توعية الناس الالتزام بالقانون، نحتاج الى مبادرات تخرج من جمعيات النفع العام، تلزم المرشحين باحترام الدستور وعدم الخروج عنه أو تجاوزه حتى لا تتكرر مأساة الاقتحام التي اراها وصمة عار في جبين كل من وضع يده على مدخل قاعة عبدالله السالم .
 باستطاعة المجتمع المدني ان يكون صوته أعلى وتأثيره أقوى بكثير مما هو عليه الآن، أين حقوق الانسان من تحركات هذه الشرعية؟ أين صورة الوحدة الوطنية التي نعول عليها من هذا الجيل بعد ان يئسنا من الوجوه الكالحة والمقيتة والتي تقتات على حساب الكويت وامنها وكرامة شعبها، ونراها ساقطة في بؤر الفساد والايديولوجيا الحزبية والطائفية.. التغيير يبدأ من تحت كما يقولون، أي من جيل الشباب فهم عماد المستقبل وكلما صلح هذا الجيل صلحت الكويت واستقرت أحوالها واتجهنا بابصارنا الى الامام وبتوثب نحن معنيون بالتغيير أكثر من أي وقت مضى فالاصلاح ينطلق من ذواتنا وعقولنا.
فهل نحن فاعلون؟