أقلامهم

وليد الجاسم : على وزن ما يقوله النائب الوسمي نقول … احترموا مبادئكم نحترمكم!

احترموا مبادئكم.. نحترمكم

وليد جاسم الجاسم
يواجه سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح تحدياً كبيراً وهو يشكل حكومته الحقيقية الأولى، وهي حكومة تأتي بعد سنوات قاسية جداً مرت على الكويت تناحر وتطاحن خلالها مجلس الأمة والحكومة من جهة، وبعض أبناء الأسرة من الجهة الأخرى، وقطاعات من الشعب أيضاً تطاحنت وتضادّت وتعاكست، وبلغت الأمور حدوداً خطيرة جداً من الانقسامات العمودية في مجتمع لا يحتمل إلا أن يكون متماسكاً صلباً.
لا نريد أن نلوم المعارضة التي طالما روجت للعهد السابق ووصفته بالإصلاحي فثبتت أركانه بقوة، ثم عادت واستخدمت كل طاقاتها وطاقات البلاد لهز تلك الأركان من جديد وقلقلتها، ولكن نريد من المعارضة أن لا ترتكب أخطاء أخرى جديدة وخطيرة في حق الكويت.
لقد تعاملت المعارضة اليوم مع دعوات النواب الإسلاميين لتعديل المادة الثانية تعاملاً «استخفافياً».. و«سايرت» الإسلاميين بحثاً عن أصواتهم لصالح السعدون في معركة الرئاسة، لكن المعارضة لم تعمل حساباً للموقف المحتمل للطرف الآخر في تعديل الدستور.
لقد وافقت المعارضة على تعديل المادة الثانية من باب (أداء الواجب) وهي تراهن على أن السلطة والمرجعية سوف ترفض، لكن السؤال للمعارضة:
ألم يقرر الدستور أن تعديله يكون بالتقاء واتفاق طرفين؟ فكيف تتنصلون من المسؤولية وتلقون بها كاملة على طرف واحد في ظل أجواء غير ملائمة ورأي عام لم تتم تهيئته، بل تنقصه الحكمة وتغلب عليه روح الاندفاع والحماس.
في مثل هذه الأجواء غير المعتادة من يضمن أن السلطة لن تتحرج من الرفض، ومن يضمن أنها ستكون مستعدة لمواجهة الحرج وحدها بعدما تنصلتم أنتم من مسؤولياتكم ودوركم؟؟، وبالتالي، من يضمن أن السلطة لن توافق على تعديل المادة الثانية مادام المجلس بغالبيته قد وافق، خصوصاً إذا ترافق مع هذا التعديل تعديلات أخرى؟
نحن نعلم أن الردة التي يواجهها المجتمع المدني نحو مفاهيم يفترض أنها ماتت، هذه الردة نعلم أنها نتاج طبيعي للتلاقح الذي حصل بين القوى التقدمية والقوى الرجعية بعدما اتحدوا على هدف واحد هو إسقاط سمو الشيخ ناصر المحمد، ولكنهم اتفقوا على ذلك الهدف ونسوا باقي الأهداف التي تميز كل طرف عن الاخر.
وما نرجوه منهم اليوم أن يكونوا بقدر المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ولا يعيدوا أخطاء الماضي بشكل جديد، وأن يعلموا أن المبادئ يجب أن تكون ثابتة، وغير خاضعة للمزايدة.. والمقايضة.
وعلى وزن ما يقوله د.عبيد الوسمي.. نقول: .. احترموا مبادئكم.. نحترمكم!
نبارك للزميل نبيل الفضل بلوغه البرلمان محققاً معادلة عجيبة غريبة.. فقد تمكن من ذلك دونما أي دعم أو غطاء قبلي أو مذهبي أو طائفي أو عائلي ودونما خوض تجارب سابقة في الانتخابات، مجرد إيمان بفكرة وإصرار عليها حتى صار له قاعدة تكفي لعبوره ودخوله الى عالم التشريع.
الآن، المسؤولية أكبر على الزميل و«النائب» نبيل الفضل، ونتمنى أن يكون أهلاً لها.
بمناسبة الحديث عن الزميل نبيل الفضل، فقد سئلت كثيراً إن كنت أنا من أدار حملته الانتخابية، والحقيقة أن من أدارها له هو السيد / وليد محمد الجاسم، وليس أنا، ولو كنت أنا لما ترددت في الإفصاح عن ذلك وإعلانه على الملأ، وقد وفق السيد / وليد وتفانى في عمله بشكل لافت.
معادلة غريبة:
توزير د.حسن جوهر – لو حصل – سيكون مدعاة لإرضاء السنّة الذين لم يقدروا على التغلب على مشاعرهم الطائفية، وبالتالي لم يصوتوا له بالقدر الكافي لينجح بعدما تركه الكثير من الشيعة الذين لم تعجبهم مواقفه.. لكنها تبقى معادلات العجائب مع مجلس العجائب في زمن العجائب.