أقلامهم

صفاء الهاشم : هدفكم ليس تنمية الكويت ولا الخروج بها من مستنقع ازماتكم … ببساطة شديدة لا احمل اي تفاؤل تجاهكم!

دارنا كاملة والكامل الله..!

 صفاء الهاشم 
خلال حملتي الانتخابية 2012، وفي مقابلة تلفزيونية، سئلت عن رأيي عما اذا كنت مع أم ضد تعديل المادة الثانية من الدستور، وكأن مشاكل الكويت كلها انتهت حتى يتبقى هذا السؤال!! وليقيني بأن البلد يمر بمرحلة تأزيم حقيقية، تعطيل متعمد في التنمية، نسبة بطالة كبيرة، مشاريع متوقفة، وأداء برلماني سابق ركيك مقابل تخاذل حكومي واضح، أجبت بأن هناك أمورا أهم لتعديلها من المادة الثانية من الدستور الكويتي للتحدث عن الدين الاسلامي، وهل هو «مصدر رئيسي» أم «المصدر الرئيسي للتشريع»!!
حملة شرسة قامت ضدي بعدها ولم تخمد، وكأن بلدنا بلد كفر، كوكتيل غريب من كل أشكال الشتم والطعن لدرجة تكفيري واتهامي بأمور ما أنزل الله بها من سلطان.
مشهد سياسي غريب كان خلال الانتخابات، خطر في افرازاته ومثير في سخافاته.. نواب سابقون ومرشحون أصبحت الثرثرة وتبادل اللكمات اللفظية مهنتهم، اتهامات جائرة من أجل مكاسب شخصية، تاه الانضباط وضاعت هيبة القانون، خلالها كان النواب السابقون «الحلوين» كذلك يهددون، يرغدون ويزبدون بلهجة تأزيم وصراخ ووعيد خلال ندواتهم الانتخابية للمفسدين والويل ثم الويل لمن يحاول منهم التفكير حتى في الترشح منهم، التفاخر بعرقلة التنمية لأكثر من 17 سنة، استمروا بعرض بطولاتهم وصولاتهم في ساحة الارادة.. كل هذا من دون أن تكون لهم رؤية ثابتة مستقبلية، اقتراحات فعالة لتقليص حجم بطالة الشباب، من دون رسم مسار انتخابي متفائل أو حتى أولويات تنموية لتخرج الكويت من عنق زجاجة خانق.. وضعونا هم فيه!
ولعلمهم ويقينهم الأكيد أن اثارة النعرات والبطولات الوهمية التي قاموا بها من اقتحام سافر لمجلس الأمة هي الكارت بلانش لفوزهم.. ظلوا يتغنون فيها من دون توقف!
لم يذكر أحدهم أو أي منهم خلالها.. أن تعديل المادة الثانية من ضمن أولوياتهم!!
غريب أمرهم.. فهم يتخذون الديموقراطية وسيلة لاقامة حكم اسلامي يطبق نظام الحدود في أول نقاش لهم بعد الفوز.. ويشاركهم فيه ويستجدي قبولهم من هم مستميتون للرئاسة!
عجبي!
بالكويتي أقولها: وين ملاحقة الفساد والمفسدين من أجنداتكم؟ وين عجلة التنمية اللي بتدورونها؟ وين اعادة الكويت الى مصاف دول الانجاز؟ وين حل مشكلة بطالة 27 ألف كويتي عاطل عن العمل؟
حطيتوا حلول لأسباب تباطؤ النمو في الكويت وارتفاع الأسعار؟.. طبعاً لأ
حطيتوا حلول او استعرضتوا مشكلة نزيف بورصة وانهيار اقتصاد لبلد ثري؟.. طبعا لأ، تكلمتوا في اول اجتماع لكم «بعد الفوز» عن افضل السبل لنشر ثقافة المواطنة والوحدة الوطنية؟.. طبعا لأ.
تكلمتوا عن او حطيتوا قواعد لحل مشكلة المرأة الكويتية غير المتزوجة وحقها في السكن؟.. طبعا لأ.
اجتمعتوا لوضع اولويات المواطن الكويتي المتقاعد؟.. طبعا لأ.
تطالبون بدولة مدنية ذات مرجعية اسلامية؟! من قال لكم اننا كفار؟ او ان دين الدولة ليس الاسلام؟ من طلب منكم الحجر على عقول وحريات الكويتيين المسلمين والمسيحيين (عددهم 165 كويتيا وكويتية)؟
هل استمعتم لرأي ناخبيكم، هل تشاورتوا معهم؟!
للتأكيد يا نوابنا الافاضل.. الكويت بلد اسلامي، يحترم الاديان وحرية العقيدة من عمر تأسيس الدولة وقبل ان تولدوا!!
مساجدنا كثيرة، جمعياتنا الاسلامية موجودة بوفرة، وتبرعات اهل الكويت لاعمال الخير تغطي بقاع العالم وتوازي ميزانيات دول. فرضتوا علينا منع الاختلاط بجامعاتنا الحكومية والخاصة، وانتم تمارسونه في حياتكم اليومية بكل تناقض «والانتخابات تشهد» من قبل حدس، الشعبي والسلف.. وغيرهم وبالذات ليلة فرز الاصوات!!
اجندتكم اصبحت واضحة.. جلية.. هدفكم ليس تنمية الكويت ولا الخروج بها من مستنقع ازماتكم، انتم تسعون الى اغراقها اكثر، تسعون الى ضياع هيبة قانونها، عبث مدروس وفرق تصفيق وتهليل تمكنت بسبب الاتساع الاعلامي من اعلاء كلمتكم وترويج نهجكم..
ببساطة شديدة لا احمل اي تفاؤل تجاهكم!