أقلامهم

مبارك الدويله : «السمو» فقد بريقه في هذه الحكومة … وأصبح كالطائر المكسور الجناح!!

عندما يفقد السموّ بريقه

 مبارك فهد الدويله 
محاولات سمو الشيخ جابر المبارك لعمل نقلة نوعية في العمل الحكومي اصطدمت، كما توقع الكثيرون، بحائط الترسبات العميقة طوال الخمسين سنة الماضية، فباءت بالفشل. لقد حاول إيجاد منصب شعبي لنائب أول لرئيس مجلس الوزراء.. ثم تواترت الأخبار عن وزير وزارة سيادية شعبي.. فاستبشر الناس خيراً بهذا الرئيس الجديد وهذا النهج الجديد، ولأول مرة شعر الناس هنا في الكويت بأن النظام يتفاعل مع مخرجات الانتخابات، وأن هذه النقلة النوعية ستؤدي إلى استقرار في الحياة السياسية، وتحرك عجلة التنمية بعد أن تعطلت من حكومات الفساد المتعاقبة على البلاد خلال السنوات الأخيرة!!
بعد ذلك جاءتنا الأخبار بأن التخلف في التفكير يضرب أطنابه هناك، وأن هذه النقلة هي حلم قد يتحقق عندما نسافر في رحلات سياحية إلى القمر، فرجعنا إلى المربع الأول، وتم إلغاء منصب النائب الشعبي الأول لرئيس الوزراء، وبعدها غض النظر عن وزير داخلية من غير أبناء الأسرة وكأننا يراد لنا أن «لا نطمر العرفج»!! وأن ننتبه إلى أننا مازلنا في أول السلم الديموقراطي!!
كاد الأمر أن ينفرط عند هذه اللحظة، وشعر سمو الرئيس بالإحباط، إلا أن إصراره جعله يلجأ إلى أفكار أخرى تتفق مع النهج الجديد.. فأوصل رسالة إلى جميع القوى السياسية يطالبها بالمشاركة في الحكومة القادمة حتى يضمن نجاحها ونحقق أول إنجاز من نوعه في العمل السياسي، وهو أن الحكومة تمثل المعارضة السياسية أو الأغلبية البرلمانية!! 
تفاعلت القوى السياسية الممثلة بالبرلمان مع نداءات سمو الرئيس.. وتراجعت عن قراراتها السابقة برفض المشاركة في الحكومة، وطالبت بأن تشارك مشاركة فاعلة وبالعدد الذي يضمن الإصلاح لا الاتباع فقط!! وقدموا قائمة ببرنامج عمل حكومي إصلاحي. وافق سمو الرئيس على البرنامج الإصلاحي لأنه هو ما كان يطالب به، لكنه تحفظ على العدد المطلوب للمشاركة فيه، وطلب وقتاً للتشاور مع صاحب الشأن، لكننا بعدها رجعنا إلى المربع الأول من جديد، فرفضت مطالب الأغلبية البرلمانية التي بدورها رفضت المشاركة.
وحتى كتابة هذا المقال لا أعلم كيف سيتصرف سموه؟ هل سيستمر في البحث عن كفاءات مستقلة تحقق طموحه الإصلاحي؟ هل سيأتي بحكومة محصنة برلمانياً أم مكشوف ظهرها للمعارضة؟! هل يا ترى أن هناك أمراً دبر بليل حتى تكون نهاية رجل شجاع مع أول محاولة إصلاحية له؟! هل وراء الأكمة ما وراءها؟ أسئلة ستكشف الأيام المقبلة الإجابة عنها. لكن ما أكاد أجزم به اليوم هو أن «السمو» فقد بريقه في هذه الحكومة.. وأصبح كالطائر المكسور الجناح!!