أقلامهم

ناصر المطيري :«يتلزقون» بالمعارضة في محاولات لخلع جلباب العهد الماضي وارتداء جلباب المعارضة … فهل المطلوب أن نصدق هؤلاء «المتلونين» القلابية؟

المعارضون الجدد وغسل المواقف!

ناصر المطيري
المشهد السياسي في الكويت تغير وحصدت المعارضة النيابية بشقيها الديني والشعبي ثمار تحركها في المطالبة بحل مجلس الأمة من أجل تغيير الواقع المفروض عليها أنذاك بأغلبية موالية عرقلت دورها في أداء الدورين الرقابي والتشريعي، وها هي المعارضة تظفر بمجلس ذي أغلبية متضامنة وبعدد لايقل عن 35 نائبا.
وأول تجسيد لصلابة الجبهة الجديدة للمعارضة هو صعود النائب أحمد السعدون لمقعد رئاسة مجلس الأمة، والتنسيق التكتيكي في انتخابات اللجان البرلمانية وبالتالي استحواذ المعارضة على مكتب مجلس الأمة ..
أمام هذا الواقع الجديد ومع وجود نفر قليل من نواب الموالاة للحكومة السابقة ومن اقترنت أسماؤهم بالنواب «البصامة»، وجد هؤلاء أنفسهم في عزلة سياسية لاسيما أنهم لم ينجحوا في الانتخابات إلا بشق الأنفس فيما تساقط بعض زملائهم ممن اشتهروا «بالقبيضة» ..
لذلك وجدنا هؤلاء النفر بدأوا «يتلزقون» بالمعارضة في محاولات لخلع جلباب العهد الماضي وارتداء جلباب المعارضة وذلك تمشيا مع مزاج الشارع والتوجه الشعبي الجديد.بعض هؤلاء «المعارضين الجدد» قدموا فروض الولاء للمعارضة التقليدية الأصيلة بانتخابات الرئاسة وصوتوا للسعدون ولم ينتظروا كما هي العادة – توجيها من الحكومة في هذا الشأن.. وكان ذلك التصويت من المعارضين الجدد بمنزلة «عربون» اشتراك أو رسوم تسجيل للانضمام مع المعارضة لكي يشاركوا في جني المكاسب السياسية والشعبية ..
 
ولكن على المعارضة التقليدية المكونة اليوم من كتلة العمل الشعبي وكتلة التنمية والإصلاح والحركة الدستورية الإسلامية والكتلة السلفية أن يتعاملوا بحذر مع هؤلاء النفر من المعارضين الجدد ، لأنهم بالأمس قدموا الولاء والطاعة للحكومة السابقة وانقذوها من السقوط أكثر من مرة رغم تعدد الفضائح والتجاوزات وتمسكوا بالتصويت على سرية الاستجوابات لحجب الحقائق عن الشعب ، فهل المطلوب من الناس أن تصدق هؤلاء «المتلونين» القلابية؟.