أقلامهم

عروب الرفاعي من صدمة مجلس الأمة إلى صدمة التشكيل الوزاري … وغربة سياسية

وأيضا تغيب المرأة عن التشكيل الوزاري

عروب السيد يوسف الرفاعي 
استفقنا كنساء من صدمة خلو مجلس الأمة من اي امرأة، ليصدمنا تشكيل مجلس الوزراء خاليا ايضا من اي امرأة، وكأن هناك مؤامرة شعبية وحكومية تهدف لإبعاد المرأة عن موقع القرار، ولن أتناول في هذا المقال أسباب استبعاد المرأة من مجلس الوزراء لأن الشخص الوحيد القادر على ذلك هو سمو رئيس مجلس الوزراء نفسه، لكني سأتطرق لأكثر الأسئلة التي تكرر مرورها علي، عل هذا المقال يكون خطوة في الطريق الشاق والملتوي احيانا والذي تسير فيه مكتسبات المرأة السياسية.
أول الأسئلة التي وصلتني كالتالي: أليس المهم هو الكفاءة؟ فلماذا تتحدثون عن امرأة ورجل؟ وأقول ردا على ذلك: ماذا لو اخترنا مجلس وزراء نصفه من السيدات، وكلهن كفاءة، هل سيقبل الرجال؟ وماذا لو اخترنا مجلس وزراء دون أي وزير شيعي، أو دون أي وزير قبلي، أو دون أي وزير حضري، هل سيقبلون بذلك تحت مبرر الكفاءة؟ إذن كيف يتم تجاوزنا ونحن كسيدات نصف عدد السكان؟
ومن الأسئلة الغريبة التي وصلتني ان يقال: لماذا لا تقبلون بحقيقة ضعف اداء المرأة السياسي؟ اعطيناكن فرصة ولم تحسن استخدامها وانتهى الامر. والحقيقة ان هذا السؤال غير منصف وغير مقبول ايضا. أتساءل: هل دخول المرأة الى مجلس الوزراء حق ام فضل من المجتمع يسحبه عندما يشاء؟ .
 وما المعايير التي يقيم بها البعض أداء المرأة السياسي؟ وهل لو طبقنا هذه المعايير على الرجل سنجده أفضل حالا؟ الغريب ان التاريخ يشهد ان الحروب العالمية والغزو بأشكاله وعشرات القرارات التي كان ضحيتها ملايين الاشخاص هي عبارة عن قرارات غير موفقة لم تشارك فيها اي امرأة. أليس غريبا ان احدا لم يشكك -بالرغم من كل الدماء التي سالت- بكفاءة الرجل السياسية؟!
ثم لعل اكثر الأسئلة ايلاما هي تلك التي تصدر عن نساء، ليسألني بعضهن: لماذا نشارك في القرار السياسي؟ أشعر مع هذا السؤال أن التحدي الأكبر الذي امامنا هو وعي المرأة بدورها السياسي، ووعيها بتأثير القرار السياسي على حياتها اليومية، ووعيها بمكاسبها فيما لو دخلت العملية السياسية بقوة، واستفادت من كونها تشكل نصف عدد الناخبين.
ختاما، اشعر بغربة سياسية احيانا في مجتمع مازال الكثير من افراده يتساءل حول البديهيات، على غرار هل تشارك المرأة في السياسة او لا تشارك؟ هل هي قادرة او غير قادرة؟ هل يجوز او لا يجوز؟ ولعلمي بأن تغيير الثقافة وصناعة الوعي بحاجة الى وقت وتضافر جهود، فانني اكرر ما بدأت به من ان الطريق السياسي يبدو طويلا بل وملتويا ايضا امام المرأة.