أقلامهم

يعقوب الشراح : العراق مطالب بالكف عن الاستفزاز

علاقة العراق بالكويت – إلى أين؟

د. يعقوب أحمد الشراح
الانسحاب الكامل للقوات الاميركية من الاراضي العراقية بتاريخ (17 – 18) ديسمبر 2011 بلا شك شكل مرحلة تاريخية مهمة للعراق والمنطقة، خصوصا وان العراق يريد ان يستعيد انفاسه ويتخطى المآسي التي عانى منها ابان حكم البعث منذ استيلاء صدام وزمرته على سدة الحكم الى يوم شنقه بعد محاكمته محاكمة عادلة دافع المحامون عنه من دول مختلفة وادعى انه قادر على الدفاع عن نفسه امام ضخامة الأعمال الاجرامية التي قام بها…
 الآن وبعد الانتهاء من هذه الحقبة السوداء في العراق وخروج الاميركيين وتحرير العراق ماذا يا ترى يمكن ان يفعله العراق لإعادة البناء في الداخل والخارج؟ وكيف يستطيع العراق ردم الهوة التي احدثها حكام العراق مع جيرانه خصوصا الكويت؟ المشهد السياسي يعكس ان العراق ظل ومازال سلبيا في علاقته مع الكويت، فلم يتخذ اي اجراءات او حتى خطوة واحدة تجاه الكويت لإرساء دعائم العلاقات الثنائية المطلوبة، خصوصا في مرحلة ما بعد التحرير العراقي لأراضيه ودور الكويت البارز في هذا التحرير من خلال تسهيل مهمات القوات الدولية التي شاركت في التخلص من عهد صدام وزمرته.
والسؤال الذي قد يتبادر الى ذهن كل محلل سياسي وناشط ومهتم في الشأن السياسي للمنطقة يتمثل في الصورة المقبلة عن شكل العلاقة بين الكويت والعراق من جانب ومع دول مجلس التعاون عامة؟ فالعراق كان يطالب بعضوية كاملة في مجلس التعاون الخليجي، ويرى انه يقود مستقبل الاستقرار في المنطقة، ويمكنه ان يساهم في التطوير لكن سلوكه كان مختلفا عن ادعاءاته العربية والاسلامية عندما وجد انه يسعى الى التخريب وعرقلة نشاطات دول مجلس التعاون خصوصا باحتلاله للكويت وتدمير كل ما تم انجازه على مرأى ومسمع العالم.
ان المرحلة المقبلة من العلاقات الكويتية – العراقية، ومع دول مجلس التعاون بعد ان خرجت كامل القوات الاميركية من العراق هي مرحلة لا تخدم فقط دول المنطقة بقدر ما تخدم العراق الممزق الذي دمرته الحروب السابقة، واصبح يعيش اليوم حالة من حروب داخلية طائفية تستدعي طلب العون من الخارج في ميادين التنمية، وبذل الجهد في الداخل من اجل ارساء دعائم الاستقرار بين طوائفه وقبائله واعراقه.
لا شك ان العلاقات الكويتية – العراقية لا تتحقق على الوجه الصحيح ما لم ترسى على مبادئ تقف على ارضية صلبة من الاحترام لسيادة كل دولة على اراضيها، والعمل بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي، والمساهمة في معالجة النفوس الملوثة بمآسي الغزو والعدوان، واعادة العراق للمسروقات من الارشيف الكويتي، وكذلك التعاون الجاد مع ملف الاسرى والمفقودين، فليس هناك خروج من البند السابع للأمم المتحدة إلا بتنقية النفوس وانجاز المطالب الكويتية المشروعة.
ان المؤسف ان نسمع بين حين وآخر تصريحات مسؤولين عراقيين مثل التصريحات الاخيرة لوزير النقل العراقي الذي يطالب الكويت بوقف بناء ميناء مبارك، فهو في هذا التصريح المنشور يوم 19/ 2/ 2012 يطالب الكويت بالابتعاد 15 كم من موقع البناء رحمة بالعراق كما يدعي متناسيا ان العراق مطالب بالكف عن الاستفزاز وعدم التدخل في سيادة الكويت وبضرورة العمل بالاخوة الصادقة، واحترام قرارات الأمم المتحدة، خصوصا ما يتعلق بترسيم الحدود الدولية.