برلمان

المضاحكة: تصاعد الهم العربي في أجندة الإعلام الكويتي

رصد مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث التغييرات الكبيرة التي تشهدها وزارة الإعلام على صعيد أداء الرسالة الإعلامية خلال الفترة القصيرة الماضية ولاحظ  المركز أن الوزارة وأجهزتها المختلفة بدأت تفعل دورها المفقود في السنوات الأخيرة، مما يؤكد على أن تغييرا استراتيجيا قادما في ضبط وتطوير الرسالة الإعلامية الكويتية على المستويين الداخلي والخارجي. 
وقال رئيس مركز “اتجاهات” للدراسات والبحوث خالد عبدالرحمن المضاحكة أن وزارة الإعلام بدأت تؤدي أدوارا بناءة متلاحقة، كانت مفتقدة في فترات سابقة، امتدت من إجراءات في الداخل إلى ممارسات تجاه الخارج، بما يخدم قضايا الشعوب ومتطلبات المجتمعات، في الدول الشقيقة والصديقة، عبر تبني العديد من المبادرات الإنسانية التي سوف يكون لها الأثر الأكبر على المستوى العربي والإقليمي والدولي، وهو ما يعرف بالرسالة الإنسانية للوسائل الإعلامية، وكان أخرها مبادرة “النخوة يا أهل الكويت” التي تقوم بها وزارة الإعلام بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لإغاثة الشعب السوري مساء اليوم الأحد  عبر القناة الأولى وقناة إثراء. 
وأضاف  المضاحكة في تصريح صحافي  أن هذا  المنظور الإعلامي الجديد في عهد حكومة سمو الشيخ جابر المبارك لا يمكن فصله عن التوجه السياسي لدولة الكويت بما يشير إلى أن حملة وزارة الإعلام لنصرة الشعب السوري هي بالنهاية محصلة للسلوك السياسي لدولة الكويت في تعاملها مع الثورة السورية، حيث أن ركائز السياسة الكويتية الحالية ذات أولوية إنسانية واقتصادية وإنمائية، وتلتزم بمبادئ ثابتة لا تحيد عنها، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والتحرر من الديكتاتورية، والمساهمة في حل المشكلات الإقليمية المزمنة، وإيجاد آلية لتسوية الصراعات المسلحة، وتمكين الشعوب الفقيرة والمستضعفة من مقدراتها، مشيرا إلى أن مجمل هذه التوجهات تحتل ثوابت راسحة في الذهنية السياسية والإعلامية الكويتية، بما يعزز من مكانة الكويت على الصعيد العالمي.
وأوضح المضاحكة أن التوجه الحاكم للسياسة الكويتية على مر السنين هو مد يد العون للشعوب المنكوبة سواء بكوارث طبيعية أو بأنظمة استبداية، في سياق الظروف شبه العادية أو في إطار الأزمات الدورية، وهو ما حدث مع الشعب العراقي والشعب الفلسطيني والشعب السوداني والشعب الصومالي والشعب الباكستاني وأخيرا الشعب السوري، الأمر الذي يشير إلى استحواذ الدائرة العربية على اهتمام دولة الكويت حكومة وشعبا باعتبارها تمثل “العمق الاستراتيجي” لها، مشيرا إلى كلمة الأمير صباح الأحمد أمام الملتقى الإعلامي الثاني في الكويت في ابريل 2004، والتي تنص على أن “الكويت كعهدها ، وكما كانت وستظل بمشيئة الله- هي بلاد العرب كل العرب”.
وخلص المضاحكة إلى أن “أنسنة” السياسة الإعلامية في الحكومة الحالية يعد تشكيلا أو ترجمة للإحساس الغالب لدى الرأي العام الكويتي بل الخليجي والعربي أيضا، متوقعا دخول الإعلام الكويتي مرحلة جديدة من النضوج الفكري والحياد المهني والوضوح السياسي مؤكدا  أن حملة وزارة الإعلام”النخوة” سوف تبرز قيم مرغوبة مثل الحرية والعدالة والتعاون والثقة، في حين تبرز أيضا قيم مرفوضة مثل الفوضى والديكتاتورية والاستبداد والظلم، لاسيما وأن عدالة قضية الشعب السوري هي التي تفرض طبيعة الرسالة الإعلامية الدولية، ولم تكن سياستنا الإعلامية استثناء في هذا السياق.