أقلامهم

نبيل الفضل : الوحدة الوطنية مفردة موسيقية لا تعني في القاموس السياسي

استثمار.. ووحدة وطنية

نبيل الفضل 
< الزملاء في جريدة «الوطن» أخبرونا عن رسالة نصية بعث بها لهم النائب وليد الطبطبائي يقول فيها انه قد تقدم باقتراح برغبة جاء فيه: نظرا للعوائد المجدية للاستثمار بالمملكة العربية السعودية والامان وقلة المخاطر والإعفاءات الضريبية. وقد نص اقتراحه على إنشاء محفظة استثمارية بقيمة 15 مليار دولار تستثمر في المجالات العقارية والصناعية والسياحية في السعودية وتدار من قبل الهيئة العامة للاستثمار!!!.
ونحن نسأل هذا الخبير الاقتصادي والسياحي المدعو نائباً: وما العيب في الاستثمار بالكويت حيث لا ضرائب ولا مخاطر؟!
أليست الكويت وأسواقها اولى بأموال الدولة والهيئة العامة للاستثمار كي تنتعش اسواقها؟! أم انكم كالقرع لا تمدون إلا الى بره؟!
ام ان السوق الكويتي كله حيتان تجب معاقبتها واسواق الخليج اسواق ابرك والاستثمار فيها تؤجرون عليه؟!
ألا تعلم يا مشرع ويا نائب بأن أكبر الخاسرين في الاستثمار بالكويت هو المال العام، لان الهيئة العامة للاستثمار هي اكبر مالك للاسهم المسجلة في بورصة الكويت التي عملت انت وربعك على شلها وإعدام فرص تشافيها مع أن بها أكثر من ربع مليون كويتي يملك اسهمها التي اصبح بعضها أرخص من ورق التواليت؟!.
< الوحدة الوطنية مفردة موسيقية جميلة لا تعني شيئا في القاموس السياسي لأنها غير موجودة وغير مستعملة.
انتشر استخدامها في الكويت خلال السنوات الاخيرة، ولا نعلم ان كان لها انتشار في دول عربية اخرى، ولكنها اصبحت بحكم التداول اليومي واقعاً يتحدث عنه الجميع دون معرفة حقة لماهيته.
واليوم هناك من يدعو لتجريم ومعاقبة من يمزق الوحدة الوطنية!. ولكنه يتناسى انه ليس لدينا تعريف محدد لمعنى الوحدة الوطنية كي نقيس عليه التمزيق أو البناء.
وهناك جهود مشكورة لبعض الاخوة في محاولة الاجتهاد في ايجاد تعريف يتفق عليه الجميع أو حتى النخبة كي ينطلق منه قانون يحرم ويعاقب من يعتدي على الوحدة الوطنية بعد تحديد شكلها ولونها وحدودها.
ومن هؤلاء القلة المهتمة والمجتهدة هناك الدكتور خالد الشمروخ، وكذلك هناك التوجيهات الاميرية السامية لعقد مؤتمر شبابي لمناقشة الوحدة الوطنية.
واليوم سنحاول المساهمة في تحديد مسمى الوحدة الوطنية والاجتهاد في وضع تعريف أو شبه تعريف لما نعتقد بأنه يمثل المعنى اللفظي للوحدة وللوطنية.
لن نبحث في تاريخية ميلاد جملة الوحدة الوطنية، التي نظن انها جاءت بديلة لفشل الوحدة العربية، ولكننا سنركز على ان الوطنية اولا هي الانتماء الى وطن والولاء له. اما الوحدة فهي الخضوع لراية واحدة تمثل الحكم والامتثال لقراره كي لا تتشتت الناس بين مؤيد ومعارض وغير مهتم.
والراية للوحدة هنا في الحالة الكويتية هي الدستور، فالكل يجب ان يكون تحت ظله ومنصاعاً لحكمه ومتمسكاً بنصه وروحه، وما يملي من تراتبية اتخاذ القرار كي لا نتحول الى حالة من الفوضى، فالفوضى هي اخطر الاخطار على الوحدة والتوحد في اي امر.
اذن فالامتثال للدستور – حتى وان احتاج للتعديل والتنقيح يوما- هو الراية التي نتحد حولها ونتمسك بشرعيتها.
اما الوطنية بشقيها الانتماء والولاء، فإن ما يحدد الانتماء هو الاعتزاز بهذا الوطن تاريخا وشعبا ونسيجا اجتماعيا، وشعور الفرد بانه جزء من هذا النسيج بجميع الوان فسيفسائه واصوله ومعتقداته، ولا يجد فضلا لفئة على اخرى الا بما قدمت وتقدم من عطاء للوطن.
واما الولاء فهو الشعور والالتزام بان يضحي الفرد لهذا الوطن، والا يتعاطف مع اي طرف يحاول الاساءة او الاعتداء على هذا الوطن.
وهكذا فإن تجريم الاعتداء على الوحدة الوطنية يكون في معاقبة وتجريم من يعتدي على الدستور ومكوناته ونصوصه ومعانيه ومقاصده.
وكذلك تجريم الاعتداء على مبادئ الانتماء والولاء او التقليل من شأنها.
ونحن نترك الباب مفتوحاً لمن يريد ان يشارك أو يتوسع في تحديد تعريف للوحدة الوطنية مقارب او مختلف عما نطرحه اليوم من تعريف يحدد الوحدة الوطنية بأنها انتماء وولاء لمبادئ نصوص الدستور الكويتي.
أعزاءنا
نشوة الانتصارات ذهبت خمرتها بعقل مشرد سابق اسمه يوسف القرضاوي فقام يؤلب شعباً خليجياً على حكامه من ارض قطر ومن تلفزيونها.
حتى أتته يدٌ فراسةٌ وفم اماراتي الصدى، فأفاق من سكرة النشوة على حقيقة الواقع.
ولكن الشرهة ليست على هذا المشرد السابق وانما على من وفرله الملجأ والابواق والشاشات كي يبث سمومه الايديولوجية في دول الخليج.
والسؤال الأهم الى متى سيستمر اختلاق المشاكل القادم من قطر مع جيرانها الخليجيات؟! وإلى متى سيطول صبر قطر على راسمي السياسة القطرية الحاليين؟!