أقلامهم

سامي النصف : مناورات التجمعات النيابية… فساد واسترزاق

كم قذافي وصدام بيننا؟!

سامي النصف 
 
ضمن محاضر المجلس التأسيسي ـ التي لا يصح لأحد ان يزايد على إخلاص ووطنية الآباء المؤسسين لها ـ نقاشات عميقة ومطولة رأى خلالها الخبير الدستوري الوحيد في المجلس د.عثمان خليل عثمان والذي كان يمثل وجهة النظر الشعبية والوطنية وجوب حماية منصب رئيس الوزراء مـن مناورات التجمعات النيابية التي ستستهدفه كوسيلة لإسقاط الحكومات القائمة وخلق حالة عدم استقرار سياسي دائمة كما كان يحــدث آنذاك في تركيا وسورية، وقد تمت حمايته عن طريق عدم تقلده أي وزارة كي لا يحاسب على أي أخطاء تقع فيها، وعدم جواز طرح الثقة فيه كحــال الوزراء الآخرين فكيف انتهى الحال بنا بمحاسبته هذه الأيــام عن أعمــال «جميع» وزراء حكومته ممــن نــص الدستــور المتباكى عليه على مسؤوليتهم الكاملة عن أعمال وزاراتهــم واختصــاص الرئيس بالسياسات العامة فقط؟!
***
وقد أسهب الخبراء الدستوريون في إظهار عدم دستورية الاستجواب القائم كونه يمس قضايا حدثت قبل تشكيل الحكومة الحالية او تقع ضمن عمل الوزراء المعنيين (كل وزير مسؤول لدى مجلس الأمة عن أعمال وزارته حسب المادة 101 من الدستور)، كما ان بند تقديم برنامج عمل الحكومة قضية قد تحتاج الى تعديلات دستورية مستحقة فكيف لوزارة جديدة مخلوقة مــن عــدم بخــلاف حكومات الظل الحزبية في الدول الأخرى ان تقدم برنامج عمل ووزراؤها الجدد ورئيسهم بالكاد زاروا مكاتبهم ولم يؤدوا القسم الدستوري أمام المجلس بعــد؟!
***
لقد حصل وبمخالفة دستورية واضحة ما توقعه الآباء المؤسسون ووصلنا ومنذ أعوام الى حالة الاستقصاد والاسترزاق (الداخلي والخارجي) والفساد التشريعي الظاهر والخافي (وهو الأخطر) الذي لا يضع النائب ضمنه مصلحة الكويت نصب عينيه بل مصالحه الشخصية البحتة، وقد آن الأوان لعقلاء المجلس لخلق قواعد جديدة للعبة السياسية الكويتية تبعدها للأبد عن مسارها المدمـر السابق وان نشهد بعد تلك التعديلات الدستورية واللوائحيــة المستحقة لعبة سياسيـــة مثمرة وهادئة جديــدة لا أزمــات ولا استجوابات كرنفالية فيها إلا ما ندر، وسيكشف ذلك المسار الجديد لو تم الأخذ به وعلى الفور قبيضــة المجلس «الجدد» من متسلمي أمــوال الداخل والخارج الهادفين لإبقاء المســارات السياسية الساخنــة التي تسعى لتدمير الكويت وتحويلها الى.. صومال أخرى أو ما هو أشــد!
***
آخر محطة:
تظاهر الليبيون في عهد نظام الملك الإنسان إدريس السنوسي هاتفين «حكم إبليس ولا حكم إدريس» وقد سقط إدريس وأتاهم حكم إبليس القذافي الذي قمعهم وأبادهم وجعلهم لا يفتحون أفواههم إلا للأكل والتثاؤب، وكم من قذافيين وصداميين بيننا ينتظرون فقط الفرصة!