أقلامهم

إقبال الأحمد غاضبة وترتعب من أجل أمن الوطن … والإنسانية !

مرة ثانية وثالثة.. المطار!

 إقبال الأحمد 
يوم الإثنين الموافق الخامس من مارس الجاري، وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءً، وفي آخر محطة بالمطار، عند عرض الشنط في جهاز الأشعة، وقبل الخروج إلى قاعة الاستقبال، تكرر خوفي ورعبي على هذا البلد.. لأن ما حصل تكرر ايضا مرة واثنتين وثلاثا من دون أي تحرك لمسؤولي المطار، كما بدا لي!
قبل أن أتقدم للموظف الذي من واجبه، بل إن مهمته الأساسية التي تَوظَّف بناء عليها، هي التركيز على شاشة التلفزيون الذي يعرض محتويات الشنط التي تمر أمامه كما يحصل في كل مطارات العالم، التي تحرص على أمنها واستقرارها.. خاطبتني مسافرة فاضلة كانت تقف ورائي عندما سمعتني أشكو الإهمال وأنا أتابع هذا الموظف، قائلة: «ماكو فايدة كلهم جذي.. لا تتعبين نفسك».. ولكنني أصررت على البقاء في مكاني أراقبه لعله يرفع عينيه من شاشة موبايله الشخصي، ويركزها على شاشة العمل.
مرت شنطة والثانية والثالثة والعاشرة.. والموظف المسؤول لم يرفع عينيه من شاشة موبايله.. فهو مشغول بما أهم في موبايله.. انتظرت وتعمّدت الوقوف في مكاني، لعله «يلحق على ما تبقى» من الشنط التي تمر الواحدة تلو الأخرى بكل بطء وهدوء داخل الجهاز.. وأخونا مشغول.
توجهت إليه واعتذرت عن إزعاجي له.. وسألته: هل رأيت شيئا من محتويات كل الشنط التي مرت أمامك؟ فأجابني بــ «نعم».. فتحديته أن يكون صادقا.. وعاتبته على الإهمال.. وأوضحت له: لو أن عمله كان عاديا لما تدخّلت في الموضوع، ولكنه يتعلق بأمن البلد.. فقال لي كما قال أكثر من زميل له واجهتهم بالموضوع نفسه والموقف ذاته وفي أوقات مختلفة: «ماكو إلا العافية إن شاء الله».. وأنه يعرف شغله ولا يحتاج مني أن أخبره به.
أتقدم إلى المسؤول في المطار، سواء في الجمارك أو الأمن: إلى من نشتكي هذا الإهمال؟ من ننبه إذا لم تكن هناك حالات تفتيش مفاجئة ومن دون أن يلاحظ الموظفون في هذه المواقع خلال عملهم للوقوف على من يخالف عمله.. من المسؤول عن أي مادة تهرب إلى البلاد؟.
إذا لم تكن هناك حاجة لأجهزة الكشف على الشنط في المحطة الأخيرة بالمطار، وقبل الخروج منه.. الأمر الذي قد يبرر التسيب والإهمال المستمر في عمل بعض الموظفين ما لاحظت ويلاحظ غيري من المسافرين في كثير من الأحيان.. فلماذا لا تُزال وتُرفع هذه الأجهزة، ويتم الاكتفاء بأجهزة كشف في مكان آخر تمر من خلالها الشنط، فيُعرف ما إذا كانت بداخلها مواد مخالفة.. ونرتاح نحن من عوار القلب كلما مررنا بالموقف نفسه.. فنرتعب على أمن وطننا؟!. 
لا بد ان تكون هناك طريقة يعرف منها الموظفون العاملون في تلك المواقع أن استخدام الموبايل محدود، ويجب بأي حال من الاحوال ألا يشغلهم عن عملهم الأساسي.
حاولت الاتصال بالسيد المسؤول للتحدث معه قبيل كتابة المقال، ولكنني لم أتمكن من التحدث إليه.
يا جماعة، المطار واجهة البلد من حيث النظافة والالتزام بقانون منع التدخين والحرص على الأمن والاستقرار، من خلال الحزم في التفتيش والتأكيد على صحة كل الإجراءات اللازمة.. وهذا المكان يحتاج الى قيادات حازمة ونشيطة تعرف متى تكبس على الموظفين لتتأكد أنهم يقومون بعملها كما يجب.. فمجرد الجلوس على الكراسي لا يعني الالتزام بالعمل.. أبدا!
شكر وتقدير الى العميد عبدالله المهنا، أحد المسؤولين في المطار، الذي تجاوب مع اتصالي، أشكو له منظرا غير حضاري، وبعيدا عن الإنسانية في طريقة تعامل أحد الموظفين مع ركاب إحدى الرحلات بحجة العصبية وضغط العمل، وفرض الأوامر، مما أثار استياء وغضب كثير من المسافرين الذين كانوا قرب البوابة وحولها، التي كانت مسرحا للعملية، مما أثار الحرج لنا نحن – الكويتيين – لأن ذلك يسيء الى الكويت كلها وليس الى شخص واحد.. فما كان من العميد المهنا إلا أن تجاوب سريعا وعالج الموضوع، رغم أنه في بوابة أخرى ينتظر دخول الطائرة، فأرسل من يقوم بالمهمة.. عساك على القوة، وتمنياتنا أن نلمس ذلك عند كل المسؤولين.