أقلامهم

هيلة المكيمي : كهولة الليبرالية وتفوق تيار الاخوان على السلف

الكرت الذهبي.. فيصل أم جمعان!

د. هيلة حمد المكيمي 
بخلاف الليبراليين الذين يدعون علنا دعم الشباب انما في الواقع يحاربونهم في الخفاء عبر السعي لمحاربة أي كفاءات ليبرالية شابة وعدم السماح لها باخذ مكانها الطبيعي، حيث لاتزال القيادة الحقيقية للتيار بيد مجموعة من الكهلة، وان سمح لبعض العناصر الشبابية فاما ان تكون فرضت نفسها لنفوذها الشخصي اوالعائلي اوانها واجهة يتم استغلالها لتراكم ثروات تجار ذلك التيار، فازمة الجيلين كانت وستظل ازمة حقيقية للتيار الليبرالي.
وبخلاف ذلك تمكن الاسلاميون من تجاوز هذه الازمة، فبعد اسماعيل الشطي ومبارك الدويلة شاهدنا أجيالاً وأجيالاً من تيار الاخوان المسلمين، وقد تفوقوا في هذه الجزئية على تيار السلف الذي لايزال يعتبر ابرز وجوهه من الجيل المؤسس بما في ذلك خالد السلطان واحمد باقر، ما يعني ان التيار بحاجة ماسة للدماء الجديدة لضمان بقائه واستمراره، بالرغم من تفوق الاخوان على السلف في جزئية الدماء الجديدة، الا ان التيار السلفي يتفوق بمصداقيته العالية ووضوحه وشفافيته على جماعة الاخوان المسلمين في العمل السياسي ومواقفه السياسية. 
يبقى ان نؤكد ان مساهمة ابناء القبائل كانت كبيرة وهامة والتي اتت بمثابة قبلة الحياة لهذه التيارات الاسلامية وعلى الاخص جماعة الاخوان المسلمين ونخص بالذكر دور النائبين جمعان الحربش وفيصل المسلم.
فالاخوان ظهروا تاريخيا كجماعة موالية للسلطة واستخدمتهم السلطة في ضرب التيار الوطني في نهاية السبعينيات لاسيما من خلال سيطرة الاخوان المسلمين على الاتحاد الوطني لطلبة الكويت وازاحة الوسط الديموقراطي.، فقد عانى النظام من جموح تيار المعارضة واقحامه للكثير من القضايا القومية كجزء من الاجندة المحلية، ولهذا اضطر ان يجعل من الاخوان المسلمين حليفا اساسيا، انطلق يهاجم فكرة الاحزاب ويؤكد انهم حركة وليست تياراً او حزباً سياسياً وطالبوا باسلمة الدولة ففتحت لهم ابواب السلطة وخزائنها، ما يعني بأن تيار الاخوان في الوقت الحالي يشكل جماعة مالية متنفذة ولايعبر عن طموحات الطبقة الوسطى من المواطنين، فكبار الاخوان هم في الواقع من كبار التجار على المستوى الوطني والاقليمي.
وقد كتب لهذا الزواج الحميم مابين السلطة وجماعة الاخوان ان يستمر ما يقارب الثلاثين عاما، تمكن خلالها الاخوان من السيطرة على جميع قطاعات الدولة بما فيها البترول والتعليم والعمل الخيري والتطوعي وجمعيات النفع العام، بالاضافة لوجودهم الدائم في الحكومة والبرلمان، وهذا الزواج جعل من الصعب على الاخوان ان ينتقلوا لصفوف المعارضة وذلك لتعارض المصالح، وهنا يبرز دور الحربش الذي لعب دور المعارضة بصورة مغايرة لخط الاخوان، وحينما تراجعت الحكومة عن صفقة الداوكيميكال والتي كان مهندسها الوزير محمد العليم، التي على مايبدو بانها صفقه مهمة لجماعة الاخوان، تحول الاخوان الى صفوف المعارضة كما تغيرت ادبياتهم كلية حيث بدأوا يطالبون بالحكومة الشعبية وبالاحزاب، وهنا يبرز دور الحربش، حيث اخذه لموقع المعارضة منذ تقريبا انطلاقته مهد لحد كبير تحول الجماعة الى قوى معارضة استفادت من اسقاطات الربيع العربي لتحول خسارتها من نائب واحد في 2009 الى ما يفوق العشرة نواب في الوقت الحالي لكن يبقى الحربش الاهم على الاطلاق بين جميع نواب الاخوان الحاليين فهو بوصلة عمل الاخوان في المجلس الحالي، وهذا يدفعنا لان نتساءل هل يعيش الاخوان صراعاً طبقياً من الداخل ما بين الحضر والقبائل، ام ان التعاليم الاخوانية تتفوق على هذا الصراع، وماذا يستطيع ان يقدم الاخوان كمشروع نهضوي في ظل لغة الشحن الطائفية التي يستخدمونها؟
في المقابل لا يمكن ان ننكر دور النائب المسلم كحراك قبلي داعم للتيارات الاسلامية، فلولا المسلم لكان من الصعب ان يفوز كل من اليحيى والطبطبائي والدلال والعجمي، بل احمد السعدون بنفسه تلقى دعما غير محدود من المسلم. بالرغم من ذلك الدور الذي لعبه المسلم لصالح الاخوان، يبقى دوره في الصورة الكبيرة محدودا او تابعا كونه شخصية مستقلة لاتتبنى طرحا مختلفا، ويبقى الاخوان والحربش من يتصدر الحركة الاسلامية بجميع اشكالها سواء كانت اخواناً اوسلفاً او مستقلة، فالاخوان حركة ايديولوجية تملك مشروعا سياسيا متكاملا على نقيض الجماعات الاخرى، ولا عزاء للاخرين.