أقلامهم

صالح الشايجي : سيناريو لإنقاذ نظام الأسد

من أجل «الأسد»

صالح الشايجي 
ضجيج إسرائيل حول عزمها توجيه ضربة عسكرية لإيران هو ضجيج غير واقعي وغير جاد، القصد منه صرف الأنظار عما يحدث في سورية وما يقوم به نظامها القاتل وجرائمه البشعة التي لم يسبقه إليها أي نظام آخر.
ما قد تقوم به إسرائيل وبالاتفاق مع حزب الله اللبناني هو توجيه ضربة خفيفة للحزب لن تلحق به خسائر جسيمة ولكن سيجري تضخيمها إعلاميا وسيتحدثون عن ضحايا كثر وبالتأكيد سيتم التركيز على الأطفال والنساء كالعادة وذلك ما يكفل بنظرهم إثارة الشارع العربي الغبي والمأزوم لينظم مظاهرات حاشدة، تحرق فيها الأعلام ويهتف فيها بـ «الموت لأميركا وإسرائيل» وهو السيناريو المكرر والمعاد والممل.
من شأن مثل هذا الأمر ـ إن حدث ـ أن يوجه عواطف العرب تجاه حزب الله وضد إسرائيل، ويحرج المتعاطفين مع سورية على اعتبار أن إسرائيل هي العدو الأول للعرب وبالتالي يتعين توحيد الصفوف العربية من أجل رد العدوان الإسرائيلي والوقوف في وجهه، وهذا سيمهد الدرب للنظام السوري للإيغال إلى أكثر مدى في الدماء السورية مستغلا انصراف الإعلام وانشغاله بـ «العدوان الإسرائيلي» وكذلك فإن مثل هذا «العدوان» سيعيد حزب الله إلى دائرة الضوء ونسج البطولات حوله وإعادة التعاطف الذي فقده بسبب سياساته الداخلية واعتداءاته المتكررة على شريحة معينة من اللبنانيين. والتصرف بفوقية مع الدولة اللبنانية.
ومما يرجح حدوث هذا السيناريو، هو أنه الأمل الوحيد لإنقاذ نظام الأسد والذي لا تريد له إسرائيل بديلا ولأنه حصنها وحاميها الوحيد، ومع سقوطه سيسقط جانب الأمان عندها إلى الأبد لاسيما بعد سقوط نظام مبارك الصديق في مصر وبالتالي ليس في مقدور إسرائيل مواجهة نظم ثورية تحيط بها.
وهذا ما يجعل إسرائيل تحاول بشتى الطرق الإبقاء على نظام الأسد الذي جربته على مدى أكثر من أربعين عاما وخبرت أمانته معها وإخلاصه في حمايتها.
والكرة الآن ـ كما يقال ـ في ملعب العرب، فهل سينجرفون إلى حيث تريد إسرائيل أخذهم أم سيصمدون في مؤازرة الشعب السوري؟