أقلامهم

موضي الحمود: صامتون صمت القبور !… من فطر قلب الكويت؟!

من فطر قلب الكويت؟!

موضي عبدالعزيز الحمود
«ألا ليت البلاد لها قلوب
كما للناس تنفطر التياعا»
(أمير الشعراء أحمد شوقي)
***
لم أجد تعبيراً أدق ولا قولاً أبلغ من شعر أمير الشعراء – رحمه الله – لوصف ما يعتري وطننا اليوم من التياع وخشية مما تخبئه الأيام لنا وللكويت، حتى كاد قلب الوطن وقلوبنا معه تنفطر التياعا مما نشهده ونحن نرقب المشهد السياسي مشدوهين ومتألمين، حيث نرى كل يوم مزيدا من التعدي على تراث كويتنا الجميل، وعلى انفتاحها الموروث وتسامحها السامي الذي كنا نتفاخر به كبلد على سائر جيراننا وأشقائنا.
لقد عصفت رياح الديموقراطية وعواصفها – ولا أقول نسائمها – بعقول نوابنا، حتى أصبحت أولوياتهم تهدد أركان الوطن ودعائمه المدنية وتنذر بتحوّله الى طبيعة أخرى لا نعرف حقا ما هي.
أقول هذا وأنا أستعرض تلك الأولويات التي تقدّمت بها بعض الكتل أو بعض النواب، التي انصبّت على لباس خلق الله، وعمليات التجميل، وأنكرت على الآخرين ممارسة شعائرهم، وكرّست إفراغ سوق العمل من المرأة المتعلمة، التي استثمر بها الوطن كثيرا لتتربع في منزلها وراتبها يجري، كما تربعت على قمة أولوياتهم قائمة طويلة بمسميات ظاهرها الكوادر وباطنها إفراغ خزائن الدولة لمصلحة الجيل الحالي على حساب مستقبل أكثر من %45 من أبنائنا دون 15 سنة، وهم يتطلعون الى وطن وعيش كريم في مقبل السنين، ولكن أنانية بعضنا ستورثهم العجز في الميزانيات!
لقد انقضّ هؤلاء على الدستور لتعديله في مواده الثانية وغيرها، فالغاية تبرر التعديل مهما كان لونه، وحماة الدستور صامتون صمت القبور!
يا سادة يا كرام، ويا نواب الشعب، لم أتجنَّ وغيري على من قدّموا هذه الأولويات وروّجوا لها، فهم قد قدّموا ما عليهم، ولكن يجب علينا أن نقدم ما علينا حماية لهذا الوطن، فما زال لنا أمل نرجوه في بعض رجال تسلّموا الأمانة في المجلس، وهي كذلك مسؤولية رئيس المجلس، بأن يديروا دفة العمل البرلماني إلى اتجاهها الصحيح لتبحر في سلام الى موانئ التنمية والبناء، لوطن عانى الكثير من الصراع والهدر في الأموال وتعطيل البناء، وهي كذلك مسؤولية الحكومة التي يجب أن ترفض من الأولويات ما لا يخدم التنمية وما يتنكر لكويت المستقبل، وهي قبل ذلك وبعده مسؤوليتنا جميعاً كمواطنين، أن نفرض أولوياتنا لغد أجمل لنا ولأبنائنا لينعموا بالتسامح والحريات والثقافة والفن، فهو وطن الجميع.
ولنكن جميعاً دواء لقلب الكويت، الذي كاد ينفطر التياعاً، ولقلوب أبناء الكويت جميعاً.