أقلامهم

محمد الدوسري : لا تتيحوا الفرصة للأقلية باستدراجكم … تجاهلوهم

خدعوكم براياتهم السوداء

محمد مساعد الدوسري
 
الحركة المسرحية التي قامت بها كتلة “الجويهل – الفضل – دشتي” هي حركة كان المراد منها تعطيل جلسة مجلس الأمة أمس، فبوضعهم رايات سود على مكاتبهم كانوا يبحثون عن الإثارة ولفت الانتباه وزرع الفوضى في الجلسة، بعد أن باءت كل محاولاتهم السابقة في عمل شيء يعيق المسار الصحيح لجلسات المجلس ولدور الأغلبية البرلمانية فيه.
ما جرى يشكل فشلا لكتلة الأغلبية ورئاسة المجلس التي رفضت استمرار انعقاد الجلسة مع وجود هذه الرايات، وهذا أمر خاطئ من وجهة نظري، حيث حقق ما تصبو إليه كتلة “الجويهل – الفضل – دشتي” الهدف من هذه الرايات، وكان الأجدر بالمجلس ورئاسته الاستمرار في عقد الجلسة وعدم الالتفات لما يراد من خلاله تعطيل الجلسات، فالمستفيد الوحيد من التعطيل هم أعضاء هذه الكتلة، أما المجلس والشعب فسيخسرون المزيد من الوقت الثمين التي استطاعت الأغلبية السابقة إضاعته على دعم الرئيس السابق ودعم الفساد.
لا أستبعد أن تكون هذه الحركة المسرحية فرصة لالتقاط الأنفاس لدى النائب صالح عاشور، الذي عانى من تجاهل استجوابه المقدم لرئيس مجلس الوزراء، فهذا الاستجواب كان فضيحة بكل المعايير الديمقراطية، إلا أن تعطيل الجلسات سوف يشغل الناس الآن في شيء جديد، بعد أن تعرت الكذبة الكبيرة المتمثلة في استجواب يراد من خلاله خلط الأوراق، وهو ما فشل فيه مقدم الاستجواب والكتلة الداعمة له.
موقف النائب علي العمير هو الموقف الأكثر غرابة في قصة الرايات السود، فهذا النائب يفترض أنه سلفي المعتقد والتربية والسلوك، وما أقدم عليه من تضامنه مع كتلة “الجويهل – الفضل – دشتي” هو أمر شاذ وغير متسق مع ما يدعيه هذه النائب من معتقد سلفي ينتمي إليه، وهذا الأمر نرفعه لدعاة السلف وكبار التيار السلفي وخاصة جمعية التراث الإسلامي والتجمع الإسلامي، هل ما أقدم عليه نائبكم يمثل المعتقد السلفي؟.
إلى الأغلبية أقول، لا تتيحوا الفرصة للأقلية باستدراجكم لملعبهم، واستمروا في عقد الجلسات، وتجاهلوا ما يسعون من خلاله لتعطيل مسيرة المجلس، واتركوا هذه الأقلية على الشباب، فهم الأٌقدر على تعريتهم وكشف مواقفهم المتعارضة مع المصلحة الشعبية، أما ما بقي من نواب التكتل الوتني، فنقول لهم “هذا قدركم الحقيقي بأن تسيروا خلف كتلة “الجويهل – الفضل – دشتي”.