أقلامهم

ذعار الرشيدي : أتحدى تقاريركم المالية أن تشير بإصبع لهامور واحد

المحللون الماليون وخسارة المليارات في البورصة

ذعار الرشيدي 
أفهم أن يتحفظ السياسي عند إطلاق أي تصريح سياسي حول أي قضية فهو من ناحية لابد أن يراعي توجه فكر تياره السياسي ومن ناحية أخرى يراعي قواعده الانتخابية وقبل هذا كله لا يطلق تصريحه إلا بعد أن يحسب تأثير التصريح عليه، فالسياسي من الطبيعي ان يكون أسير قواعد اللعبة السياسية نائبا كان أم وزيرا او ناشطا، ولكن الحاصل في الكويت ان الجميع وليس السياسيين فقط أسرى لقواعد اللعبة السياسية، فالمحللون الماليون الذين يفترض بهم أن تكون تصريحاتهم ورؤاهم الاقتصادية مبنية على قراءات حسابية واضحة نجدهم جميعا أسرى لقواعد اللعبة السياسية ولا أقول يصرحون بتحفظ بل إنهم للأسف الشديد يصرحون وفق لعبة المصالح، فتأتي قراءاتهم بعيدة عن المنطقية وقريبة جدا من مصالح التيار الذي ينتمون إليه، خاصة في قراءات المستقبل المالي للشركات أو لبعض القطاعات الاقتصادية الحيوية.
 فمثلا القراءات التي نشرت خلال الأشهر الستة الماضية لأغلب المحللين الماليين خرجت بنفس سياسي، رغم أن الحسابات المالية يفترض أن تبنى بتجرد تام وفق قاعدة «الدينار يساوي دينارا»، وهذه الشركة خاسرة وتلك رابحة، وتلك خاسرة، ولكنهم وللأسف الشديد وعبر تحليلاتهم إما ان يسلكوا طريق السياسة أو درب المصالح، وهذا لا يصح لمحلل مالي يفترض ان يكون مستندا الى المنطق والمعادلات المحاسبية، وأحيانا تجدهم يوردون جوانب خطر محدق في قطاع مالي ويغفلون ـ عمدا ـ جوانب أخرى أكثر خطورة، وإذا بحثت وراءهم ووراء سر الإغفال وجدت انه اما مصلحة لتيار سياسي أو لمصلحة شركات أخرى، وأما المستثمر الصغير المتابع لتحليلهم المالي فليذهب الى جحيم الخسارة.
دليلي على ما أقول ان 90% من التحليلات المالية التي نشرت في الأشهر الستة الأخيرة كانت خاطئة بل فاشلة، لأنها انطلقت من قاعدتين لا علاقة لهما بالاقتصاد فإما انطلقت من قاعدة سياسية أو قاعدة مصلحية.
توضيح الواضح: أكثر من 40 ألف مستثمر خسر كل أمواله بعد أن هوت البورصة قبل 4 أعوام ومازالت الخسارة مستمرة، ولم يخرج تقرير مالي واحد يشير بأصابعه إلى أحد، وأغلب تلك التقارير المالية أشارت بغباء إلى أن سياسة التفكير الجماعي أو سياسة تفكير القطيع السبب وراء الخسارة، وكل من استخدم عذر «التفكير الجماعي» لخسارة المستثمرين هو في الحقيقة كان يدافع عن الهوامير الذين خرجوا بالمليارات، وأتحدى تقاريركم المالية أن تشير بإصبع لهامور واحد، ولن تستطيعوا لأن تقاريركم المالية شوهتها السياسة وأصابتها المصلحة في مقتل.