أقلامهم

محمد الدوسري : ما يجري في الشام هو تقرير مصير للعرب ومواجهة منتظرة

سوريا..الثورة العربية

محمد مساعد الدوسري 
بالأمس دخلت الثورة السورية عامها الأول، معلنة عن تضحيات وشهداء ومقاومة للجبروت والظلم، لم تشهدها أي من الثورات العربية التي انطلقت خلال العام الماضي وما قبله، ومؤكدة أن ما يجري في الشام ليست ثورة محلية ضد حاكم ظالم أو طاغية مستبد، بل ثورة ضد الظلم والطاغوت وضد محور أعداء الأمة العربية والإسلامية في الشرق، وهو المحور المكون من النظام الفارسي وتابعه في العراق، وحلفائه في المنطقة من حزب الله لبنان إلى الحوثيين في اليمن.
إن الثورة السورية المستمرة الآن، هي ثورة العرب جميعهم، وليست مقتصرة على الشعب السوري، فما يجري في الشام هو تقرير مصير للعرب بأكملهم، ومواجهة منتظرة منذ عقود مضت، بعد أن تغوّل النظام الفارسي، وابتلع جزءا كبيرا من قيادات الدول العربية في المنطقة، في سبيل إقامة مشروعه التوسعي، الذي تحول من تصدير الثورة، إلى الغزو من الداخل والسيطرة على أنظمة الحكم، وهو ما تحقق في العراق وسوريا ولبنان، ويجري العمل على تحقيقه في البحرين، أو بإقامة دولة للحوثيين في اليمن.
التلكؤ الذي يشوب الحراك العربي دعما للثورة السورية العربية المجيدة، هو تلكؤ عن حماية الشعوب العربية من المشروع الفارسي في المنطقة، وما يُرتكب من مجازر الآن في حمص وحماة وإدلب ودرعا، قد يتكرر قريبا في دول عربية أخرى، إذا ما سكتنا عن طاغوت الشام المدعوم فارسيا، فهذا المشروع سيقام على جماجم العرب وأطفالهم ونسائهم، في سبيل إقامة الإمبراطورية الفارسية التي تعمل جاهدة لحشد قواها وتدعيمها بمشروعها النووي الحربي.
لا يمكن لنا انتظار قرار أممي للتدخل في سوريا، فالكيان الصهيوني مستفيد من وجود النظام البعثي في الشام، ولا يمكن أن يسمح بسقوطه، وعليه فإن أميركا وأوروبا لن تتحركا ولن تبذلا أي جهد يذكر لمنع المجازر، بل ستتركان الأمور كما هي عليه الآن حتى يتم إجهاض الثورة، لتربح إسرائيل بوجود نظام وحشي على شعبه وغير عابئ باحتلال أراضيه من قبلها، وبسبب ذلك، فإن على الدول العربية دعم الجيش السوري الحر بالمال والعتاد، وحشد القوى المعارضة السورية لتوحيد المواقف، ودعم الشعب السوري باحتياجاته، والعمل على إزاحة هذا النظام البعثي الذي قام بارتكاب الكثير من المجازر في حق السوريين واللبنانيين والأكراد، وعمل على تعطيل الحلول العربية في أكثر من بقعة في العالم العربي.