أقلامهم

إبراهيم بهبهاني :القانون هو الغائب الوحيد عن الساحة والمعركة

أرجوك أن تقرأ الأرقام…

د. إبراهيم بهبهاني
دقق معي قليلاً في هذه الأرقام… عدد المركبات التي نزلت الكويت عام 2011 بلغ مليونا و554 ألفاً و737 سيارة… بواقع 300 سيارة في اليوم الواحد… اضافة الى اصدار مليون و259 الفاً و351 رخصة قيادة… اي بواقع 3 الاف و450 رخصة جديدة كل يوم.
نعود ونكرر… كل يوم وليس كل سنة يضاف 300 سيارة و3 ألاف رخصة قيادة!!
لن أتحدث عن حوادث القتل ولا الدهس التي تحصد الضحايا يوميا دون رحمة ولا شفقة ولن اتحدث عن التكاليف المالية الناتجة عن تلك الحوادث والتي تتحملها الدولة من طبابة وخدمات… ما يعنيني في هذا الجانب شيئاً واحداً، ان القانون هو الغائب الوحيد عن الساحة والمعركة؟ كيف؟ هذا هو السؤال؟ عندما تسمع ان هناك 3 الاف رخصة تنجز باليوم الا يستوقفك هذا الرقم؟.
الا يعني ان الواسطة والاستثناء مستشرية في ادارات الدولة والعملية فالتة على الآخر؟ هناك عشرات بل مئات الامثلة على حصول اناس على رخص بدون فحص ولا يحزنون، لكن انا اتساءل لماذا هذا الرقم المخيف من الرخص كل يوم، هل الكويت تحتاج الى ذلك؟.
الموضوع ينظر اليه من جانب اساسي ان المرحلة العمرية التي يتقدم بها طالب الرخصة غالبا تكون في مرحلة الشباب وهي من المراحل المستوفية لكل شروط التعلم والاستعداد لما يقدم إليه، بمعنى أن هناك فرصة ذهبية أتى فيها طالب الرخصة لكي تعلمه وتثقفه وتصقل عقله، وتدربه وتعطيه جرعات من الثقافة المرورية ومعرفة القوانين اي ان تستلمه ورقة بيضاء وتكتب بها ما تشاء ثم تطلقه الى الشارع…
 نحن نفعل العكس تماماً، نطلق سراحه قبل ان يصل الينا هذا اذا وصل وبذلك حرمنا المجتمع وحرمنا طالب الرخصة وادارة المرور من فرصة تاريخية لن تعوض، كان بالامكان الاستفادة منها وتحصين هذا الشخص بما يحتاجه ويكون معينا له، واتحدث هنا عن جانب واحد واساسي في عملية الثقافة المرورية والثقافة القانونية والاخلاقية…
اما الوجه الاخر للمعضلة فيكمن في اعتقادي بتطبيق القانون الذي ندوس عليه كل يوم عشرات المرات ونطبقه بالانتقاء وبالمزاج وبحسب المعرفة… اما اذا كان هناك التزام وثبات بتطبيق القانون على الجميع، كباراً كانوا ام صغارا، وزيرا ام نفيرا، وجيهاً ام فقيراً…. 
عندها اعتقد ان المسألة ستتغير، لكن عندما يرى الناس ان الواسطة والمعرفة والجنسية تنخر في جسد العلاقة بين الشرطي الذي يفترض به تطبيق القانون، سيفكر الف مرة بايجاد طرق للافلات من المخالفة، يا جماعة وزير في حكومة بريطانيا قدم استقالته لانه خالف قواعد المرور هذا درس لمن يريد التعلم، اما نحن فمشكلتنا عويصة بقدر ما هي سهلة الحل، في الوقت الذي يعتبر كل القيادات بالداخلية ان تطبيق القانون على الجميع وبعدالة وبحزم هو مفتاح الحل، عندها سنقول بارك الله بكم وبجهودكم أما اذا بقينا على هذه الحال فستجد الجثث في الطرقات تنتظر من يرفعها الى المشرحة او المقبرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.