أقلامهم

إقبال الأحمد: كيف ضاعت هيبة الكويت ؟… المطلوب أكثر من خلفان

مطلوب أكثر من خلفان

إقبال الأحمد 
«كل من سبّ الإمارات كدولة او حكومة ووصفها بأقبح الاوصاف سألاحقه بحكم العدالة» هذا ما قاله الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي، بعد ان صرّح بأنه سيصدر مذكرة إلقاء قبض على الداعية البارز المقيم في قطر يوسف القرضاوي، لانتقاده إبعاد سوريين عن الامارات عقب مشاركتهم في تظاهرة ضد النظام السوري.
وبعيداً عن موضوع سوريا وظروفها السياسية وغير السياسية، فإن الفريق خلفان يطبق مبدأ احترام الدولة، ويؤكد ان ملاحقته ستكون بحكم العدالة.. نحن في الكويت تعدينا للاسف موضوع سب الدولة وتجاوزناه الى سب من هو اكبر من الدولة وبالعلن. تجاوزنا للاسف احترام الدولة الراعية والمدللة لمواطنيها، فاصبحت مقصدا للسب والذم والانتقاد اللاذع.. حتى اصبح الموضوع شبه عادي عندنا.
الامر الاكبر من ذلك ان شيئا اصبح كالقاعدة.. كلما سببت وهاجمت واحتقرت واهنت.. زاد شأنك وعمل حسابك اكثر واكثر.. واصبحت بطلا، وهذا سيساعدك كثيرا لتولي اعلى المراتب حتى لكرسي المجلس.
مجلس الامة بجلال قدره اقتحم بكل قسوة.. واهينت كل قطعة حجر فيه.. وحوّل الى قاعة رقص وتهويس.. وتم التعدي على خصوصيات النواب.. واعتليت الطاولات وسرقت مطرقة الرئيس بكل ما تحمله هذه المطرقة من رمزية.. حتى ان الموضوع الخطر هذا لم يتعد سوى خسارة كأس ماء انكسر عند بعض الاعضاء… متعجبين من هذا التهويل والتضخيم.
اما صور بطولة النواب المقتحمين، وكأنهم في نهاية نصر لمعركة خاضوها ضد الاعداء.. فقد استخدمت كإعلانات لندواتهم الانتخابية في الانتخابات اللاحقة.. ووصل الموضوع الى ظهور محاولات حالية لمحو الموضوع من الساحة برمتها، وكأن شيئا لم يكن.. ولكن هيهات ان ينسى الشعب الكويتي هذا الحدث الجلل.
غريب امر هذا البلد.. وكيف ضاعت هيبة كل شيء فيه، بدءا من سلطات عليا مرورا بالقوانين في معظم وزارات الدولة، وانتهاء بالنشيد الوطني وعلم البلاد.. فلم يعد لأي شيء هيبة كما ينبغي ان يكون.
لا اعرف ان كان ما ورد اعلاه من اولويات مجلسنا الحالي، ام هناك ما هو اكثر اهمية منه.. ومن واقع ما نقرأه وما يردنا من معلومات.. فتلك آخر آخر آخر اولوياتهم.. أقوانين الحشمة وعمليات التجميل هي التي ستعيد هيبة كل شيء في هذا البلد؟
ما نحتاجه في الكويت هو ان تعاد ثقتنا بدولتنا.. وان تعاد ثقتنا بنوابنا ومسؤولينا.. وان تعاد ثقتنا بقوانيننا.. وان تعاد ثقتنا بانفسنا؟.. هذا ما نحتاجه اكثر من اي شيء آخر.
نحتاج في الكويت الى اكثر من خلفان لعل وعسى نشعر بأولوية اهتماماتنا وهيبة وطننا.