أقلامهم

مشاري العدواني :الغاز زائر الفجر…يا دكتور حمد المطر القصة برقبتك

لهم المسك ولكم الكيماوي!

مشاري العدواني 
 
في اكتوبر من عام 2010 حدث الانفجار الشهير لأحد المنازل في منطقة الأحمدي والذي اعلن من خلاله المسؤولون بداية بأن سبب الانفجار اسطوانة غاز المستخدمة للأغراض المنزلية لتتكشف الحقيقة بعد ايام بأن الدولة وأجهزتها ما تدري وين الله قاطها وبأن القصة تسرب غاز خطير من تحت الارض يهدد سكان 198 منزلا إما بالموت اختناقا أو انفجارا!
ولأننا كنا «والظاهر ما زلنا» نعيش في عهد السح الدح امبو … فلقد تصدى للقصة نائبان لعبا طوبة، بالمساكين ومأساتهم الاول نائب سابق بالدائرة الخامسة قبيّض اقصاه الشعب والثاني نائب حالي بالثالثة ينتمي بالظاهر للتيار الاسلامي وبالحقيقة للتيار الزقمبي!
وبعد زيارات متكررة من قبل الحكومة ورئيسها ووزرائها في ذلك الوقت وتعليماتهم بحل المشكلة تم تشكيل لجنة حكومية تضم عددا من الهيئات والوزارات وشركة النفط!
ولأن المال العام يعلم السرقة …. بدأت القصة بشركات المقاولات والتجار وتعرفون الاخيرين ما شاء الله عليهما اشرف حتى من الأولياء الصالحين!
أول الامر كان موضوع اسكان المتضررين فبدأ المشوار بشقق التأجير اليومي وما ادراك ما سمعة التأجير اليومي؟! ثم كبر الموضوع ووسع فتم اسكانهم بعمارات مختارة بعينها لتجار بعينهم!
وطبعا اللجنة شغالة والحسابة بتحسب! ثم جاءت فكرة الأفكار، بتخصيص مبلغ 500 دينار لكي تقوم بمعرفتك بتأجير البيت الذين يناسبك ولأن المبلغ تافه مقارنة بتأجير منزل كامل لعائلة كبيرة فلقد كان هناك عدد 52 عائلة لم تغادر منازلها المنكوبة، وفضلت السكن بالدور العلوي على ان تعيش تجارب السكن بالإيجار وهؤلاء تم معاقبتهم مرارا وتكرارا بقطع الكهرباء عنهم! ما أدى بهم لتوكيل محامين وهؤلاء كانوا محقين فلقد تم مرمطة الناس الذين خرجوا من منازلهم وكانت الدولة تدفع لهم المبالغ متأخرة بل هناك مبالغ لم يستلموها الى اليوم ما أدى لمشكلات مع المؤجرين!
ولأننا كإعلام انشغلنا بالاحداث من ديوانية الحربش الى مقتل الميموني الى تنقيح الدستور فلقد نسينا الأحمدي وسكانها الذين سمعوا عن خبير اميركي جاء لفحص منازلهم ولم يروه وحتى لم يفهموا ماذا قال او نوعية الغاز وكيفية الوقاية منه! فقط سمعوا مسؤولي الدولة يثنون على ثناء الخبير على جهودهم وحلولهم العبقرية!!
وبعد سنة ونصف قالوا للناس الذين خرجوا بأننا بنينا لكم شبكة تحت الارض تصد الغاز ومن ثم جاء دور شركات اخرى لإرجاع المنازل كما كانت بعد كل هذا التكسير والحفر في ارضيات منازلهم ليكتشف السكان بأن من يقوم بالعمل بالباطن في منازلهم ماهم الا عمال باليومية ممن يجلسون بجانب دوار الصناعية بمنطقة الفحيحيل!
 ليصدموا بأن الطابوق والسيراميك الحكومي تم شراؤه من سكراب أمغرة من النوع الرديء! ليصعقوا بعد ان سكنوا منازلهم بمآس جديدة …. اللي بيته بدون مجاري أجلّكم الله! واللي قطعوا عنه كيبل الهاتف! فاكتشفوا بأنهم تعرضوا مع دولتهم العتيدة الى اكبر نصبة مرت عليهم في حياتهم!
تريدون كارثة الكوارث الناس رجعت لمنازلها وسكنتها لكن عندهم مشكلة بوجود زائر الفجر …. تعرفون من هو زائر الفجر لدى هؤلاء المساكين؟!
إنه الغاز……… فهم يستنشقونه يوميا خصوصا وقت الفجر يعني تيتي تيتي… والملايين التي صرفت كلها راحت في بطون بلاعي البيزات والكارثة قد تقع في أي وقت!
 يا دكتور حمد المطر، القصة برقبتك فأنت حاليا رئيس لجنة البيئة بمجلس الامة وأنت المتخصص والمطلع قبل ان تكون نائبا بموضوع الاحمدي، بحكم ذوي القربى وبحكم عملك التطوعي السابق وأي شيء يحدث لأهل الأحمدي انت المسؤول الاول عنه!