أقلامهم

عبداللطيف الدعيج : ابناء القبائل هم من يبدأ الاضطرابات ويثير القلاقل

اقتحمت «سكوب» يوم تجمّعوا في الأندلس

عبداللطيف الدعيج
هناك ادعاءات من بعض من تعوّد على المبالغة والحنة والرنة بأن الحكومة تسعى الى تصغير ابناء القبائل والاساءة اليهم. مع ان من يوجه الاتهام للحكومة يؤكد مرارا وتكرارا انها تأكل بعضها. على طريقة حكومة تستجوب حكومة وشيخ يحرض على شيخ. ولكن بغض النظر عن صحة اتهام الحكومة من عدمه، فان الواضح والمؤكد ان ابناء القبائل هم من يبدأ الاضطرابات ويثير القلاقل. بمعنى ان هناك من يضخم الامور ويثير ابناء القبائل، او هو يستهدفهم من اجل اقلاق الحكومة نفسها وهز الوضع وليس من اجل تصغير القبائل او إهانتها كما يثار.
كيف من الممكن تصغير القبائل؟! انا افهم ان الحكومة او الدولة تستطيع ذلك عبر حرمانهم من المراكز او التضييق عليهم في الحقوق والمستحقات. هذا ممكن وأي سلطة بلا ضمير وبلا رقيب قد تلجأ الى ذلك. لكن ان يتم تحقير قبيلة بأكملها والتعريض بها من قبل فرد او حتى جماعة فإن هذا يبدو مستحيلا، خصوصا في الوقت الحالي الذي لم يعد هناك فيه تقدير عميق للمثاليات والقيم. هناك مبالغة واضحة في ردود الفعل تجعلنا نصدق انها مقصودة و«مسيرة»، هدفها اقلاق الوضع وازعاج الحكومة. 
بينما الذي طرح كان خلافاً سياسياً بين السيد فلاح الجامع وبين من تضرروا من تصريحاته السياسية السابقة. فلاح بن جامع لم يعد امير قبيلة عندما صرح ضد القبيضة وعندما اتهم الشيخ ناصر «ضمنا» بالفساد والرشوة. بل أصبح سياسياً انضم مع من طالب باسقاط الحكومة وحض الناس على التجمع في ساحة الارادة… اذا حاشه طشار او رد فعل على كل هذا فما المشكلة؟! فكل السياسيين أو من يتعاطى الشأن السياسي معرض لذلك! او ان ذات فلاح بن جامع مصونة؟ وان كانت كذلك.. فليس لدينا مشكلة ان صان هو عرض وكرامة وسمعة غيره.
انا لا ألوم ابناء القبائل على الاطلاق. بل انا ألوم وسبق ان لمت الشخصيات الوطنية التي دعمت الاحكام المسبقة وشجعت على التمرد على القانون. للمرة العاشرة، الذين تجمعوا في الاندلس والعقيلة، هم من اقتحم المجلس واشعل النار في مخيم الجويهل وهم من اقتحم يوم امس الاول قناة سكوب. الذين صنفوا الناس على انهم اعلام طازة وإعلام فاسد، وطالبوا باغلاق صحف وقنوات دون محاكمة ودون دليل، هم من تولى كل الاقتحامات التي جرت. واخيرا وليس آخرا- كما يبدو- فان مجلس خالد سلطان وشلته هم الذين اقتحموا قناة سكوب يوم امس بانحيازهم وممالأتهم لمقتحمي مجلس الامة.

• • •
آخر من يعترض الصواغ
وزير الاعلام صرح بعد ان قابله احد النواب بان الحكومة لا تقبل الاساءة الى احدى القبائل. بس حمّروا العين عليك صار الامر اساءة وتعدياً على القبائل! الاردى من هذا ان السيد وزير الاعلام يلوح بضرورة استعجال قانون الوحدة الوطنية لحماية شرائح المجتمع! يعني يؤكد ما كتبناه امس من ان قانون الوحدة الوطنية مهمته لجم حرية التعبير، ومصادرة حق الناس الطبيعي في الاختلاف. يا شيخ محمد، امير العوازم دعا الى التجمهر في ساحة الارادة، هاجم القبيضة والدفيعة. واعترض على توزيع الشيخ ناصر المحمد سيارات على امراء القبائل، يعني اتهمه بالرشوة. وفي حضرته قال النائب الصواغ الذي اشتكى القلاف امس لديك، قال بالحرف الواحد للشيخ ناصر المحمد «لا انت ولا قبيضتك يستطيع منعنا من مكافحة الفساد»، وقبلها قال وعلى شرف فلاح بن جامع «ولن نسمح لاحد من الفسقة والعمالة الفاسدة الذين جمعتهم زمرة ناصر المحمد بأن يفسدوا الكويت»، يعني الحين يا شيخ محمد هذولة يشتمون ويتهمون ولد عمك… ومعاهم حق؟ واذا احد رد عليهم صار الامر تشكيكاً في الوحدة الوطنية وتعديا على القبائل؟ على قولة جدتي.. «الله يهداك غصب عليك».