أقلامهم

محمد الجدعي: هل ستأخذ بحقهم يا معالي الوزير؟

وزارة التربية.. وقهر القيادات الشابة!

محمد الجدعي
في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات اليوم، وفي ظل هذه التقنيات المتطورة والعقول الجبارة التي تقف خلفها من مخترعين وأصحاب نظريات تجارية وعقول اقتصادية وإدارية مبدعة وخلاقة، تأبى الحكومات العربية، إلا من رحم ربي، تكسير «مجاديف» شبانها بتخبط لا مثيل له، وأحياناً بقرارات مجحفة بحق الشباب لا طائل منها سوى بث روح الإحباط والقهر واستمراء الكسل والخمول وقتل الإبداع في نفوسهم تارة، وشطب الهمة من عقولهم تارة أخرى!
 
وللأسف، هذا ما حدث قبل فترة وجيزة من قبل وزارة التربية في الكويت، إذ يبدو أنها قد حملت على عاتقها تطبيق هذه النظرية، والمتجلية بوضوح في تخبطها الكبير، وذلك عندما قررت المشاركة على استحياء في ملتقى القيادات الشابة الخليجي في الرياض بداية شهر مارس 2012، والذي كان تحت رعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والمنعقد في مدارس الرياض! وللاستزادة يمكنكم الاطلاع على موقع الملتقى الإلكتروني www.f4yl.net وفيه من التفاصيل المثيرة عن نتائج الملتقى وحجم المشاركات، والذي تم بالتعاون مع معهد ديل كارنيجي العالمي لتطوير القادة!
 
وللعلم، فإن مؤتمراً كهذا وبهذا المستوى الكبير من الرعاية والاهتمام، جل المشاركات فيه فعالة، من حيث الحوارات وأوراق العمل، والمسابقات والمعارض الخاصة للابتكارات والاختراعات، وذلك من قبل شباب خليجي اختير بعناية فائقة، وبمشاركة من خيرة شابات وشباب الكويت! وأمام هذا كله، نجد أن وزارة التربية وتحديداً إدارة الأنشطة التربوية، تقرر المشاركة، وعلى استحياء في اللحظات الأخيرة، ومن دون إعطاء أي فرصة للشباب لإبلاغهم بفحوى المؤتمر أو التجهيز له، ولا حتى تزويدهم بتفاصيل المشاركة! بطريقة لا تخلو من التخبط والاستهتار بسمعة الكويت، وضاربة عرض الحائط بنفسية هؤلاء الشباب الكويتي المتميز ليلاقوا ما لاقوه من عدم مبالاة لأبسط حقوقهم والاهتمام بهم وبمشاركتهم لرفع اسم الكويت عالياً، وهو ما لم يتم للأسف!
 
ومنا إلى معالي وزير التربية:
 
يا معالي الوزير، لم تكن مشاركة الوزارة على مستوى الطموح، ولم يتم التنسيق مع الملحقية الثقافية الكويتية في الرياض، بعكس ما قامت به سفارات الدول الخليجية واهتمامها بشبابها، زد على ذلك أن مشاركة الوزارة أتت متأخرة عن افتتاح المؤتمر «والمقرر له خمسة أيام» بيومين كاملين، وذلك بسبب «تلكك» الوزارة بتوقيع القرار، مما سبب صدمة نفسية كبيرة للشباب الكويتي المشارك، ناهيك عن أن الدعم الإعلامي المحلي لم يتطرق إلى مشاركة هؤلاء الشباب، مما يعني أنه لم تكن هنالك خطة إعلامية لتزويد الصحف بإبداعات الشباب ومشاركة الوزارة، ولم يكن هناك أي تواصل معهم من قبل قياديي التربية، وذلك لتحفيزهم وإعدادهم على حسن المشاركة! وكذلك، فقد انعكس هذا التأثير على مرافقيهم من الآباء والأمهات! وما حصل من خفض للدعم المادي وبشكل مفاجئ إلى أكثر من النصف لكل شاب وشابة، ولم تدفع لهم إلا في نهاية المشاركة! مما حدا بأولياء أمور الشباب تحمل تكاليف إضافية! فكانت هذه المشاركة هي من أسوأ ما قامت به وزارة التربية وعمل غير مدروس، حطمت فيها أحلام شباب متفوقين رفعوا هاماتهم و«بيضوا الوجوه» أمام أشقائهم الخليجيين، والذي تم مع قلة الحافز المالي والتخبط الإداري وانعدام الدعم المعنوي من قبل الوزارة! وإذ نتمنى من معاليك أن تفتح تحقيقاً فورياً لكشف الملابسات ومعاقبة المسؤول حتى لا يتكرر هذا التخبط، وأن تسمح بمقابلة هؤلاء الطلبة المتفوقين الذين أحبطتهم هذه المشاركة، وحتى تستمع إلى وجهة نظرهم وتأخذ بخاطرهم وترفع من معنوياتهم، والأخذ بيدهم بعد كل ما تعرضوا له! فهل ستأخذ بحقهم يا معالي الوزير؟