أقلامهم

أحمد المليفي : نتائج الطرح العنصري الطائفي القبلي مدمرة .. إلى متى هذا العبث؟

إلى متى هذا العبث؟

أحمد المليفي
كلنا نتذكر ما حدث في أميركا بعد المشهد الذي بث عن تعرض رجل أميركي اسود للضرب من قبل البوليس الأميركي، مما اعتبره الأميركان السود انه نوع من التفرقة العنصرية ضدهم، فخرجوا إلى الشارع حطموا المحلات، واعتدوا على الأملاك الخاصة والعامة واعتدوا على كل شيء ابيض حتى الأشخاص الأبرياء منهم. كان مشهدا مروعا عندما انزلوا صاحب شاحنة واعتدوا عليه بالضرب المبرح الذي كاد أن يقتله. 
هذا المشهد المؤلم حدث في أميركا بلد القانون والحريات والعدالة، مما يعطينا مؤشراً بأن نتائج الطرح العنصري أو الطائفي أو القبلي مدمرة وغير قابلة للانضباط حتى لو وقعت في أفضل المجتمعات وأرقاها وأكثرها التزاما بالقانون وحزما في تطبيقه. فان العاطفة العنصرية والقبلية تطغى وتتقلب على العقل والمنطق. 
ما حدث في السابق ويحدث اليوم من طرح طائفي مؤجج، وقبلي مهيج،وعنصري بغيض يجعلنا نشعر بالخوف على هذا الوطن وان هناك من يريد الاستمرار في تمزيقه عن عمد وسبق إصرار، أو عن جهل وعناد، وكلا الأمرين مرفوض. 
المطلوب من الحكومة ومجلس الأمة التنادي إلى جلسة خاصة لإقرار قانون تجريم التفرقة العنصرية الذي سبق للحكومة تقديمه في المجلس السابق. وهو مشروع متكامل يعالج كافة جوانب النقص والقصور في القوانين القائمة. ويجرم بعنف كل من تسول له نفسه التعرض إلى مكونات المجتمع ليصعد سياسيا أو اجتماعيا على حطامها.
 
المشروع جاهز وسبق أن قدم من الحكومة وهو في اللجنة التشريعية ولا يحتاج المجلس إلى مشاريع جديدة تعيدنا إلى المربع الأول. هذا إذا كانت النوايا صادقة للتصدي لهذه الجريمة النكراء والعبث بهذا الموضوع الخطير، والإرادة حازمة للانتهاء من هذا الملف الذي أصبح الجميع يشعر بمدى خطره على المجتمع في حاضره ومستقبله.
 
ملاحظة أخيره أقول فيها: برافوا لأمير قبيلة العوازم بن جامع، فقد تعامل بحكمة الرجال عندما تعالى عن محاولة الاساءة له بتهدئة النفوس وكان قادراً على تهييجها ليصب الزيت على النار، ولكنه سكب الماء الزلال على نار أراد الأغبياء إشعالها، فابن جامع من الكبار وهذه شيمة الكبار.