الحرب الاقتصادية تحاصر إيران
عبدالله الهدلق
بعد ان تضرر الاقتصاد الايراني بشدة بفعل القوانين التي طبقتها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والتي تفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع ايران، وبعد ان قررت دولة الامارات العربية المتحدة التوقف عن التعامل بالريال الايراني في مصارفها ومكاتب تحويل العملات الرئيسية فيها لتقويض قدرة ايران على الحصول على العملة الصعبة، وفي خطوة جديدة تهدف الى تعزيز العقوبات الاقتصادية على ايران لاجبارها على التخلي عن طموحاتها النووية اعلنت مؤسسة «سويفت» التي تدير عمليات تحويل الاموال بين المصارف العالمية والتي تمر من خلالها كل التعاملات المصرفية العالمية، ويطلق على مؤسسة «سويفت» ومقرها بلجيكا اسم «الصمغ» الذي يجعل النظام المصرفي العالمي متماسكا، اعلنت انها ستعزل المصارف الايرانية، وتطرد ايران من المنظومة المصرفية العالمية.
ومن شأن خطوة كهذه ان تعزل ايران ماليا مما يجعل من المستحيل ان تنساب الاموال من ايران واليها عن طريق القنوات المصرفية الرسمية، وسيؤثر هذا القرار سلبا على قطاع النفط الايراني، وعلى الايرانيين المقيمين في الخارج والذين يحولون الاموال الى ذويهم في ايران، وتأتي تلك الخطوة عقب القرار الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي بتشديد العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي العسكري.
… أيعمى العالمون عن الضياء؟!
قال شاعر الحكماء وحكيم الشعراء أبو الطيب المتنبي:
«وهبني قلت هذا الصبح ليل
أيعمى العالمون عن الضياء»
تذكرت بيت الشعر هذا للمتنبي وانا اتابع تحذير الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية الشقيقة الذي حذر فيه من «جهات خارجية» تسعى الى زعزعة الامن والاستقرار في المملكة، واشار الى الاضطرابات في بعض دول المنطقة وما افرزته من احوال غير مستقرة، مضيفا ان هذا يدعونا الى الحذر والحرص على امن بلادنا ومحاربة الدعوات المغرضة التي تهدف الى زعزعة الاستقرار.
ان كان الامير متعب لم يذكر تلك «الجهات الخارجية» بالاسم، ألا يدرك العقلاء ان بلاد فارس «ايران» ونظامها الفاشي الثيوقراطي الارهابي هي «الجهة الخارجية» التي تسعى الى زعزعة الامن والاستقرار ليس في المملكة فحسب بل في منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط والعالم، وانها – أي ايران – هي التي تصدر لنا كل الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا مثل الارهاب وتحريض الاقليات والدعوة الى قلب انظمة الحكم الشرعية أو الافتئات على ولي الامر والخروج عن طاعته، واعتناق مناهج تكفيرية، والسعي الى التفجير والتخريب والقتل والتدمير ومهاجمة المستأمنين؟!
إذا توالت الغيوث كُرِه الغمام
قال أبو الطيب المتنبي:-
«ولكِنَّ الغُيوثَ إذا توالت
بأَرضِ مُسَافِرٍ كَرِهَ الغَماما»
كثرت في هذه الايام تلويحات بعض النواب وتهديداتهم المتكررة باستجواب وزراء أو رئيس مجلس الوزراء، حتى أمسى منصب الوزير طاردا لا يقبله كثير ممن عرض عليه ولا يقبل عليه جمع ممن خير في قبوله واصبح عمر الوزير في اية وزارة في الكويت قصير جدا يقاس بالشهور لا بالسنوات، فكثرة الاستجوابات اللافتة للنظر تجعلنا نكره الممارسات الخاطئة للديموقراطية والتعسف في استخدام الحقوق الرقابية أو الاشرافية للنائب وعضو السلطة التشريعية.
الاثر المطبوع على الجبهة «الزبيبة»، واللحية المرسلة وتقصير الجلباب وغيرها من المظاهر الشخصية للتستر بالدين كقطعة القماش التي تغطي رأس المرأة أو النقاب الذي يغطي الوجه، بعضها مظاهر شكلية قد تخفي وراءها سلوكا غير ديني بل ربما غير قانوني، كما ان بعض تلك المظاهر ليست دليلا على سمو الاخلاق اذ ربما تكون اجازة لامتهان الكذب والرياء، وهي مظاهر ليس لها في صميم القلب اخلاق أو مبادئ، تلك المظاهر الزائفة تجعلنا نكره الملامح والقسمات الذرائعية النفعية التي تحمل الشيء ونقيضه، وتدعي امتلاك الحقيقة، لأناس مغيبين عن الدين الحقيقي وتيارات دينية فشلت في كل طرح الا ان الحكومات تحاول حفظ ماء وجوهها، وبما ان اختيار المرء قطعة من عقله فتأملوا قانون «الحشمة!» الذي تقدموا به وملحقاته التي تقتحم خصوصيات الناس وحرياتهم الشخصية، حتى صارت الامثال تضرب بهؤلاء في الجهل، وتؤكد ان زيادة اقوالهم تحكي نقصا في اعمالهم، فدعوهم يهيموا في اودية الظنون فإن لكل جماح ان تمادى شكيمة، ولكن اذا توالت الغيوث كره الغمام.
أضف تعليق