علي الراشد… خيراً فعلت
د. إبراهيم بهبهاني
تسلط الاغلبية هو العنوان الأمثل لما تشهده الساحة السياسية بعد «فوزهم الساحق» بالانتخابات هذا الاستبداد السياسي للأكثرية سيخلق عندنا حالة مشابهة لأنظمة الحزب الواحد الذي يهيمن على مصير البلاد والعباد….
خطوة الرئيس احمد السعدون تصب في هذا الاتجاه، أي تزوير الحقيقة، فعندما يعمد إلى تغيير البلاغ الخاص باقتحام مبنى مجلس الأمة، «وطبخه» على يد عدد من النواب الذين ينفذون تعليمات «الزعيم» فمعنى ذلك أن اللعب بالديموقراطية اصبح على المكشوف، أكبرت مبادرة النائب علي الراشد وتقدمه بشكوى ضد السعدون يتهمه بالتزوير والكذب وتضليل العدالة…. جماعة الزعيم يريدون لي الذراع والحقيقة ان الصور والتسجيلات الفضائية صورها لاتكذب….
يزعمون انه لم يحدث اقتحام أو اعتداء على الحرس وان القاعة لم يحدث بها تخريب وان ما حصل هو «ربيع كويتي» وحراك سياسي! ان واقعة الاقتحام بالقوة لاينكرها انسان عاقل ومتزن ولا ينفيها من شاهدها…. يريدون ببساطة محو أي تهمة تمس الأغلبية، وكأنهم يطمطمون على فعلتهم الحقيرة والضارة بأهم مرفق يمثل الشعب الكويتي…. فبدلاً من الاعتذار والاعتراف بالخطأ…. ها هم مستمرون بالإنكار بل في التزوير. الأغلبية تمارس اليوم ابشع انواع الاستبداد السياسي…. لانهم غير جديرين بتحمل المسؤولية ومواجهة الرأي العام الكويتي ومن هنا لم أجد مايستدعي رفع جلسة مجلس الأمة عندما وضع عدد من نواب الاقلية اعلاماً سوداء على مقاعدهم اشارة إلى يوم الحزن على الديموقراطية وتذكيراً بالاربعاء الأسود الذي مازال ينزف حسرة وألماً على ما اقدمت عليه معارضة الحناجر والاصوات العالية….
أنا مع علي الراشد إلى آخر الخط، معه في سلوك طريق القضاء لفضح استغلال ونفوذ الأغلبية بتغيير وتزوير الحقائق المسجلة والمثبتة…. امتعض الرئيس، اقصد الزعيم، من الاعلام السوداء ولم يمتعض من اقتحام مبنى المجلس الذي هو الان يرأسه، وكان الاحرى به أن يقف وبشجاعة ويعتذر من الشعب الذي أتى به ممثلاً للامة عن إقدام جماعته وربعه باقتحام مبنى المجلس، الاحتجاج ابسط أنواع حرية التعبير، هناك عشرات الامثلة التي يرتدي بها نواب شارات معينة في مجالس النواب والشعب كتعبير عن تضامن أو رفض أو ما شابه….
المكابرة باتت سمة من سمات الأغلبية والتزوير احدى الوسائل التي يلجأون إليها…. فقليلاً من الحياء والاحترام…..
أضف تعليق