أقلامهم

إقبال الأحمد : نحن اليوم في الكويت نعاني ازمة اخلاق وازمة ثقة

هناك خلل

إقبال الأحمد 
أعود مرة اخرى لأكتب عن قانون الحشمة، الذي لم يجد اعضاء كتلة العدالة اهم منه كقضية اخذت من وقتهم القيّم والثمين ليضعوه في قائمة اولوياتهم، واطرح هنا قانونا مشابها ومطابقا في الفكرة، ولكنه اكثر فائدة ونفعا على امة الكويت كلها شيبا وشبابا رجالا ونساء، واكثر من ذلك انه سيعود بالفائدة على اطفالنا وابنائنا جيل المستقبل.
كان من الاجدى بالاخ العضو هايف وطلبته في التكتل ان يفكروا بقانون حشمة الكلام وحشمة المفردات او حشمة التخاطب والاعتراض بالرأي بين اعضاء مجلس الامة، التي شطب الجزء الكبير منها في محاضر المجلس الماضي، والذي اتوقع ان تتضمنها محاضر المجلس الحالي، وذلك حفاظا على نقاوة تلك المحاضر وطهارتها، التي ستدخل تاريخ الحياة البرلمانية الكويتية التي شوهت للاسف بسبب تردي لغة الحوار والتخاطب بين الاعضاء.
كان من الاجدى بشباب كتلة العدالة ان يكونوا اكثر وعيا وقدرة على تحديد اولوياتهم، والاتجاه نحو اعادة بناء المجتمع من حيث المضمون لا الشكليات، اكثر ما اذانا في الفترة الاخيرة بالكويت هو اللغة غير المحتشمة والجارحة والخارجة عن حدود الادب من البعض داخل مجلس الامة، وكان ذلك محفزا ودافعا للآخرين من خارج المجلس لتقليده، لأنه بنظرهم هو اسلوب من هم قدوتهم، فانتشرت التعديات بالقول والفعل على المدرس والطبيب، وحتى الضابط بجلال قدره.
نحن اليوم في الكويت، ويؤسفني قول ذلك، اننا نعاني ازمة اخلاق وازمة ثقة… وترك هذا الموضوع دون ادنى التفاتة واهتمام من اصحاب الشأن في علم الاجتماع والمتخصصين، وذلك لا يكون بالطبع الا بايعاز من له مصلحة في ذلك.. ومن يهمه الدخول فى هذه الجزئية في حياة الانسان الكويتي الذي تغير 180 درجة خلال سنوات قليلة، للوقوف على الاسباب ووضع خطة عمل ليعود المواطن الكويتي الذي كان يحترم عمله وبيئته ومحيطه.
كفانا إهمالا للمضمون والتمسك بتوافه الامور. الحشمة حشمة القول والكلمة الطيبة، ومن الاجدى المطالبة بقانون يلزم أعضاء مجلس الامة لانهم قدوتنا.. باحترام لغة الحوار والتخاطب وانتقاء الكلمات المهذبة التي لا تجرح ولا تقلل من قيمة احد او تهينه داخل المجلس او خارجه عند الاعتراض والاختلاف او طريقة التعبير عنها.
***
• تمنيت لو ان احدا من جماعة هايف التفت الى الاحصائية التي نشرت مؤخرا، وقبل بضعة ايام من نشر اعلانهم عن اولوياتهم الحشمة… التي تقول ان معدل قتلى حوادث المرور في الكويت من بناتنا وشبابنا بلغ يوميا ما نسبته 1.3 شخص رغم،على حد علمي، كل الجهود المبذولة على مستوى الوزارة ومنظمات المجتمع المدني، مما يدل على ان هناك خللا كبيرا لا بد من البحث عنه، لانه يزهق ارواح ابنائنا وبناتنا.. ولكن من يعرف ألف باء الاولويات في بلدنا… اليوم؟!