أقلامهم

علي أشكناني : البيئة السائدة هي شريعة الغاب…احترمونا نحترمكم

احترمونا نحترمكم

علي عبدالعزيز أشكناني 
عندما نصمت عن عدم تطبيق القانون على ابن قبيلتنا أو عائلتنا أو على من يشابهنا في المذهب، فلنتوقع أنه سيأتي يوم يكسر فيه من يخالفنا القانون ولا يحق لنا أن نتكلم- اقتحام أبناء المالك لـ«سكوب»، اقتحام طلال الفهد لـ«لاتحاد»، اقتحام المطران لـ«الوطن»، وأخيراً اقتحام العوازم… وصلت؟
مهما كثرت القوانين وزادت التشريعات وأمطرت السماء اقتراحات ولوائح ومواد، فلا طائل من كل هذا إن كانت البيئة السائدة هي شريعة الغاب، وإن كان الناس الذين وضعت القوانين لتنظم الحياة والتعاملات فيما بينهم لا يحترمون القانون.
للأسف القانون لا ينتمي إلى طائفة معينة وليس ابن قبيلة معروفة، ولا هو بابن التاجر صاحب النفوذ، ولا يمتلك لقب شيخ قبل اسمه، لذلك نراه مهضوم الحق، مسلوب الإرادة، كمن يصيح وسط العاصفة، فلا أحد يسمعه فينجده ولا العاصفة قبلت بالتوقف رأفة به.
تراكمت الأحداث على وطني العزيز من أبنائه الذين يشعرون بالألفة والمعزّة و”ما تهون عليهم العشرة” تجاه كل شيء بداية من الأريكة التي تنتصف صالة البيت إلى السيارة “المكحينة” التي يمتلكونها، وحتى هاتفهم النقال الذي قد يكون “بشار أو كتكات”، لكن أن يشعر أحد بالألفة ويقدر المعزّة “والعيش والملح” وعلاقة الإنسان بتراب وطنه، فهذا أصبح من الماضي، فهو يخالف القانون الوحيد الذي أصبح شائعاً “احترمونا نحترمكم”.
يقول القس مارتن نيمولر:” في ألمانيا عندما اعتقلوا الشيوعيين لم أبال لأنني لست شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أبال لأنني لست يهودياً، ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية لم أبال لأني لم أكن منهم… بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك لم أبال لأني بروتستانتي… وعندما اضطهدوني… لم يبق أحد حينها ليدافع عني”.
وهذا ما يحصل في الكويت حالياً، بل بالإمكان قلب الآية، فعندما نصمت عن عدم تطبيق القانون على ابن قبيلتنا أو عائلتنا أو على من يشابهنا في المذهب، فلنتوقع أنه سيأتي يوم يكسر فيه من يخالفنا القانون ولا يحق لنا أن نتكلم- اقتحام أبناء المالك لـ”سكوب”، اقتحام طلال الفهد لـ”لاتحاد”، اقتحام المطران لـ”الوطن”، وأخيراً اقتحام العوازم… وصلت؟
مما قرأت في ويكيبيديا أن آلة القانون سميت بالقانون لأنها تغطي جميع المقامات العربية من خلال 78 وتراً فيها، ولذلك تقوم جميع الآلات الأخرى بضبط إيقاعها على هذه الآلة، فهي كالقانون لبقية الآلات، لكن في قانوننا الذي يجب أن نضبط أنفسنا عليه لا أوتار تساعده ولا احترام منّا نحن بقية الآلات التي من المفترض أن نعزف معاً لحناً جميلاً يعبر عن دولة مدنية مختلفة الأطياف نختلف فيما بيننا كثيراً، لكن نعرف كيف نتقبل اختلافاتنا.