أقلامهم

أحمد المليفي … ورجال الأزمات

العمل التطوعي

أحمد المليفي
عند الأزمات يختلف الناس وتظهر طبيعة الإنسان الحقيقية. فالبعض لا يملك إلا الانتقاد دون أن يقدم أي شيء أو يساهم بأي مجهود. والبعض الآخر يقف موقفا سلبيا وكأن الامر لا يعنيه في شيء.
 
آخرون ودائما هؤلاء قلة في اي مجتمع يتحركون بكل ايجابية ويقدمون انفسهم للاستفادة منهم لتخفيف وقع الازمات او حتى القضاء عليها. هؤلاء يمثلون الكوكبة التي تقود المجتمعات نحو التقدم، وتحدث التغيير وتشارك فيه. 
الازمات تكشف الناس على حقيقتها، وكما للأزمة وجه مؤلم يترك جروحه وآثاره في أي مجتمع، فينكشف اللص والمتخاذل والمتشائم و«المتحلطم». 
فان للازمات وجهاً آخر مشرقاً، فتظهر الخير الذي في الناس، والطاقة التي يمكن أن تخرج منهم، والمواهب التي يمتلكونها ويقدمونها على طبق من ذهب لوطنهم وأبنائه دون أن ينتظروا عطاء من احد أو ثناء من مسؤول. 
المفروض الا ننتظر الازمات لكي تكشف لنا الكوكبة المتميزة من ابناء المجتمع والطاقات الكبيرة، والمساهمات الجميلة. لابد ان يكون لنا نظامنا الخاص لاكتشاف الموهوبين والمتميزين أصحاب العطاء الدائم ليكونوا على أهبة الاستعداد عندما تقع الأزمات.
 
كنا في السابق ومازلنا ننادي بأن تكون هناك هيئة او جهة لمواجهة الازمات والكوارث حيث اصبحت مواجهة الازمات الطبيعية او غيرها علماً يدرس وتجارب تنقل. 
من سجل قبل ايام للتطوع لسد النقص وتعويض الضرر الذي وقع نتيجة الاضرابات يجب الا يهملوا وينتهي الاتصال بهم بمجرد انتهاء أزمة الإضرابات. 
هذه الاسماء يجب أن تكون أساسا لبناء كيان وطني لمواجهة الازمات والكوارث التي قد يتعرض لها الوطن لا قدر الله. بل يجب تدريبها لتكون قادرة على التنبؤ بالازمات السياسية والاجتماعية ولاقتصادية والكوارث الطبيعية لتكون جاهزة لمواجهتها والتخفيف من اثارها. 
شكرا للكوكبة الجميلة من ابناء الوطن الذين تطوعوا رغم محاولة البعض النيل من النوايا الطيبة والاعمال الخيرة لأهداف نعرفها جميعا ولا يمكن أن تخفى على احد.